البيان الثالث والثلاثون

بوتين يهدد السلام الدولى، ويضع العالم على فوهة الحرب العالمية الثالثة، باجتياح جيوشه لاراضي دولة اوكرانيا، وبدعمه وتعاونه المباشر مع انظمة القمع الدكتاتورية، وبخاصة مجرم الحرب حميدتي

أولًا: لقد ظل مركز دراسات التأويل يلفت انظار السودانيين ومن ورائهم العالم اجمع، الى أن السلام الذي اعقب الحرب العالمية الثانية لم يكن سلامًا حقيقيًا، وانما كان سلاماً مضطرباً يقوم على توازن القوى، الذي لا يصمد أمام المصالح والاستراتيجيات الدولية. لذلك لم يكن غريبًا ، اشتعال حرب كوريا وحروب الشرق الاوسط وحرب فيتنام وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن وبقية الحروب الاخرى التي انهكت القارة الافريقية وبقية دول العالم الثالث ودمرت ثرواتهم المادية والبشرية.

ثانياً : إستناداً على ماتقدم وعلى غيره من أسباب بسطها مركز دراسات التأويل في عديد المحاضرات والرسائل، يتضح جليًا أن السلام قد أضحي حاجة حياة أو موت وليس مجرد فلسفة نظرية ، أو يوتوبيا خيالية.

وغني عن البيان أن الحرب العالمية الثالثة تهدد العالم بالسلاح الذري، الذي سيكون به فناء الحياة البشرية علي ظهر هذا الكوكب، ولن يكون فيها منتصر او منهزم… وبالفعل فإن بوتين قد شرع في الارهاب النووي بقصف محطة زابورجيا النووية مع استمراره في تدمير المدن الاوكرانية بوحشية وقسوة .

ثالثاً : السلام لا يحل في الأرض، الا اذا قام على رؤية تعرف وتعترف بقيمة كل فرد على هذا الكوكب وحقه الطبيعي في الحياة والحرية والمساواة … وهذا يعني فيما يعني عدم استغلال الانسان كأداة في الحروب واستخدامه جندياً في الجيوش النظامية، وغير النظامية، يوظف طاقاته لقتل اخوانه في الانسانية، سواءً كانوا جنودًا يقاتلون في ساحات الحروب ، أو مدنيين آمنين في بيوتهم.

رابعاً: إننا نعلم ان الديمقراطية الغربية تقوم على الحقوق الاساسية وان منظمة الامم المتحدة تقوم على السلام ، ولكننا أيضًا نعلم ، ان جميع هذه المؤسسات العظيمة لا تخلص لمبادئها وتتناقض معها، وفقًا للمصالح الذاتية المحدودة في كل وقت … وسبب هذا التناقض يرجع الى عدم وضوح الرؤية التي تحتم قيمة الإنسان وضرورة السلام كحاجة حياة أو موت…. وهذا لا يعني ان الحل سيكون في هدم هذه المؤسسات العظيمة وانما الحل في إصلاحها وتقويمها على الحق الذي قامت عليه بالسلام والحرية والعدالة … ولكن من يقوم بذلك؟

خامسًا : ان الذي يقوم بهذه المهمة العظيمة هو انت وانا وجميع احرار العالم في كل مكان بما في ذلك احرار الشعب الروسي نفسه واحرار الصين والهند وبقية الدول الاخرى وخاصة السودان، مفجر ثورة الحرية والسلام والعدالة.

سادسًا: يجب الا نترك امرا يتعلق بوجودنا وبحياتنا لقادة العالم الغربي، الذين يبدو من تصرفاتهم انهم لم يقدروا الخطر الماثل العظيم حق قدره … كان يجب على هؤلاء القادة مخاطبة شعوبهم وشعوب العالم أجمع بصراحة وشفافية ، بأن هذه الحرب تختلف اختلافًا جذريًا عن الحروب السابقة … انها حرب ادخلتنا جميعًا في نفق مظلم ومصير غامض مجهول، لأن روسيا قوة نووية ومواجهتها بقوة نووية يعني فناء العالم ، كما ان الرضوخ لبوتين وحلفائه من الارهابيين من امثال زعيم الجنجويد حميدتي يعني انتصار قانون الغابة وحكم الفوضى واغتيال الحرية والقبول بالذل والهوان.

سابعًا: انت وحدك لاتستطيع وقف حرب بالغة التعقيد ومتشابكة الاطراف ، كما انني وحدي لا استطيع ذلك … ولكن احرار العالم في كل قطر ، إذا هبوا واتحدوا على اساس السلام والحقوق الاساسية ، من غير شك، يستطيعون هزيمة هذا الشر المستطير في عقر داره في روسيا وفي بقية بلدان حلفائها التي يقوم فيها الحكم على الدكتاتورية والاستبداد والتنكيل بالافراد الاحرار .

ثامنًا: من اجل نجاح هذه الوحدة العالمية المستنيرة فاننا نقترح ان يقدم السودان للعالم النموذج العملي بتجديد ثورة ديسمبر المجيدة على اساسها المتين في الحرية والسلام والعدالة على النحو المفصل في ميثاق مدن السودان المتحدة المرفق .. هذا هو الطريق الوحيد لاسقاط حكومة انقلاب البرهان وحميدتي والمليشيات.

لم يبق سبب للتردد، وعلى السودانيين الا يهدروا ما تبقى من وقت ثمين في استنساخ تجارب قحت الفاشلة والتي تطالعنا مظاهرها في ميثاق سلطة الشعب الذي صدر عن لجان المقاومة … لأن ميثاق سلطة الشعب قد اهمل الحقوق الاساسية واثبت قوانين الانقاذ والدولة الدينية القمعية واتفاق جوبا المشؤوم ، الامر الذي يجعل دماء الثوار قد سالت في الشوارع دون هدف.

وفوق هذا وذاك ، فان ميثاق سلطة الشعب يقوم على التكتل الاصطناعي والتوافق الوطني الذي يقيم نظامًا شموليًا مثل نظام الانقاذ بنفس الهياكل والافكار والتعابير المتناقضة والملتوية.

لقد ازف الوقت ولكن الامل مازال باقيا ما بقيت جذوة الثورة موقدة في صدرك وفي صدري … ومن الجذوة يشرق نور الحرية والسلام والعدالة في صدور العالمين
وعلى الله قصد السبيل

بدرالدين يوسف السيمت
الخامس من مار س ٢٠٢٢