البيان الثامن والثلاثون

صنعوا سبل السلام والأمان
واستيقنوا ان الجيش والدعم
السريع لن يصنعوا غير المزيد
من العذاب والهوان والدمار
اولاً: ان الناس حيثما وجدوا هم ابناء ام واحدة ، ولذلك فان الذي يكسب اي حرب هو الخاسر ، لأنه قد كسبها بقتل اخيه الانسان: { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } … من هنا فقد استعصم مركز دراسات التأويل بشعاره المجيد :
{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ }
لقد اشعل برهان وحميدتي وجنودهما ضد بعضهما بعضاً حرباً لعينة، فتحوا فيها وبها باباً ذا عذاب شديد ، لقي فيه شعبنا الطيب الصابر خلال خمسة ايام الدواهي من تقتيل وتشريد واهلاك للحرث والنسل وتخريب للديار وتعطيل للاعمال والمدارس والمستشفيات
ثانيًا: لقد اقترحنا على شعبنا في البيان السابق ان يقف على الحياد وكنا وما زلنا نعني ما نقول، لأن الحياد يتيح لشعبنا ان يتأمل في الخوف والحزن الذي لف البلاد في اجنحته المظلمة ، وان يتفكر في حال عاصمة بلاده العظيمة ، وقد مات فيها من مات دون ان يجد قبراً ،، و حي من حي مكبلاً بالقيود في البيوت بلا زاد الاقليلاً، ولا ماء الا يسيراً، ولا كهرباء الا في فترات متقطعات … والسؤال الذي يطرح نفسه على التو : لماذا هذا ؟ ومن فعل هذا بشعبنا ؟ ما هي جذور هذا العذاب الاليم الشديد ؟
ثالثًا: لقد ظلمنا انفسنا ونحن اغلبية تناهز الخمسين مليوناً ، عندما صنعنا اقلية لا يتجاوز عددها المليون هي الجيش السوداني الذي صنع الدعم السريع والمليشيات المسلحة … من اين اتى الجيش السوداني بالمال والسلاح ؟ من المال العام من خزينة الشعب السوداني .. من أين اتى الدعم السريع بالمال والسلاح ؟ من السلب والنهب لثروات الشعب السوداني ومن العمالة للدول الاجنبية والاتجار بالبشر … من اين اتت المليشيات بالمال والسلاح ؟ من العمالة للدول الاجنبية … سفك الدماء يسير مع الفساد في الارض :
{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ }
رابعاً : ماذا صنع الجيش بهذا السلاح الذي ملكناه له غير الانقلابات العسكرية وتقتيل شعبنا ! اما الدعم السريع فان المرء لا يحتاج كما انه لايستطيع تعداد جرائمه الكثيرة وسلبه ونهبه وانتهاكاته للدستور والقانون … اما المليشيات المسلحة فانها لم تفعل للهامش سوى اشتراكها في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر ، وما نتج عنه من فساد وسفك لدماء شعبنا
خامساً : اما قادة القوى السياسية فقد كانوا شركاء واعوانا للجيش السوداني والدعم السريع في اجهاض ثورة ديسمبر المجيدة فيما سمي بالوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي وما تمخض عنهما من مجلس سيادة برهان وحميدتي ومجلس وزراء حمدوك غير عابئين بالحكمة القديمة التي تقول من اعان مبطلاً فهو مبطل وقد صدق من قال : من اعان ظالمًا سلطه الله عليه
ان قادة القوى السياسية لا يتوبون ولا هم يتذكرون ، فهاهم قد طلعوا علينا اليوم ببيان مؤرخ في ١٨ أبريل يطلبون فيه ممن صنع الحرب ان يوقف الحرب ، ويدعون فيه جميع المكونات السياسية لعمل مشترك ينخرطون به في حوار مع صانع الحرب وجلاد الشعب من اجل حل مشاكل البلاد المعقدة ، ولم يكتفوا بذلك بل طلبوا من الاسرة الاقليمية والدولية ان تدعم جهودهم دون ان تدول الصراع ، علماً بان لقاءهم الاسفيري الذي صاغوا فيه بيانهم كان تدويلاً مسبقاً للصراع يسرته لهم الآلية الثلاثية المكونة من دول اجنبية
سادساً : ان اللجوء الى العنف يخلق مشاكل جديدة، وان الحرب لم تحل مشكلة في يوم من الايام ، وبدخول السلاح النووي في مسرح حياتنا ، فان جيوش العالم كلها لا معنى لها ، وقبل ذلك وفوق ذلك فان الحرب اهدار لقيمة الانسان .
ولذلك فقد اقترحنا على شعبنا منذ وقت بعيد المطالبة بحل الجيش السوداني والغائه بترتيبات امنية محكمة ، وضعنا خطوطها العريضة في ميثاق مدن السودان المتحدة ونحن نعتقد ان هذا الظرف جد مناسب اذ اننا لا نملك جيشاً بالمعنى المهني لهذه الكلمة ، مما يجعل حله امراً سهلاً وميسوراً
بوقوف الشعب على الحياد ، فان الكتلة الثالثة كتلة السلام تنشأ بطريقة طبيعية في اعتصام اسفيري او اعتصام في البيوت ، فتلك صلاة مقبولة وبشرى مذكورة { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
اننا نثق في هذا الشعب الذي يقف الآن في باب ذي عذاب شديد , فتحه الله له عسى ان يسمع به سمعاً جديداً ببصر حديد وفؤاد فريد:
{ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ
وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ }
وماذلك على الله بعزيز ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
 
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
التاسع عشر من ابريل ٢٠٢٣
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x