البيان السابع عشر

“برهان وحميدتي وكباشي والعطا وجابر هم المتهمون الأوائل في جريمة مجزرة فض الإعتصام، ثم تليهم القوى الإنقاذية
المشاركة، وبقية المتآمرين”

 

لقد ظل مركز دراسات التأويل، يؤكد لجماهير شعبنا الطيب الحر ، صانعة أعظم ثورة سلمية ، أنه لن تتحق عدالة وإنصاف ، في جريمة فض الإعتصام ، لأن المجرمين الذين ارتكبوا ، تلك المجزرة الأليمة ، هم الخصم والحكم .. وبذلك إنهار منذ الوهلة الأولى ، أساس حكم القانون ، وتم إهدار جميع مبادئ العدالة و المساواة .
المجلس العسكري الإنتقالي ، هو اللجنة الأمنية للبشير ، وهو المخطط والمدبر والمنفذ لجريمة فض الإعتصام ، باعتراف كباشي الصريح الواضح ، بطوعه وإختياره ، أمام الملأ ، ولا مشاحة ، أن الاعتراف سيد الأدلة .
وفوق ذلك ، فإن المجلس العسكري الإنتقالي ، هو المسئول الأول ، بحكم وضعه الرئاسي (commander responsibilities) .. فقد استمر الضرب بالرصاص الثقيل ، ساعات وساعات ، أمام قيادة القوات المسلحة ، وظلت قوات الدعم السريع ، تطارد الثوار ، وتنكل بهم لمدة يومين ، في شوارع العاصمة المثلثة ، دون ان يحرك هذا المجلس العسكري الإنقاذي ساكناً ..
ومركز دراسات التأويل ، إذ يدين المجلس العسكري الإنقاذي ، بدون أي تحفظ ، فإنه في ذات الوقت، يدين إدانة تامة قيادة قوى الحرية والتغيير ، التي رفضت سماع صوت الثوار ، ورضيت بأن تكون شريكة لعساكر الإنقاذ ، الملوثة أياديهم بدماء شعبنا ، بل سلمتهم السلطة في طبق من ذهب … وأسوأ من ذلك ، أخذتها العزة بالإثم ، فظلت تكابر لمدة عامين ، ولم تملك فضيلة الإعتراف ، والرجوع عن هذا الخطأ الإستراتيجي ، وتحمل تبعاته الأليمة الشديدة ..
لقد أصدر مركز دراسات التأويل ستة عشر بياناً متتالية ، في الفترة ما بين أبريل وأغسطس ٢٠١٩ ، ينصح ويحذر ، قيادة قوى الحرية والتغيير ، من العواقب الوخيمة ، التي تترتب على إشراك عساكر الإنقاذ في السلطة .
لقد ظل شعبنا الصامد الصابر ، يشهد ثورته تسرق ، وآماله تتبدد ، كل فجر جديد .. فالذين ارتكبوا الإبادة الجماعية في دارفور ( برهان وحميدتي ) هم وجه الثورة السلمية ، الذين يتحدثون باسمها في المحافل الدولية .. وظل رئيس الوزراء المدني حمدوك ، يتباهى بمنجزاته في رفع اسماء الإرهابيين من قائمة الإرهاب ، مقابل صفقة مع اسرائيل مسنودة بالطامعين في أراضي السودان من العرب والأفارقة… في ذات الوقت فإن حمدوك يتطلع لمؤتمر باريس ، وإلى ما عسى ان تجود به أريحية الدول الغربية من صدقات لدولة ، ترقد تحت أراضيها ، كنوز المادة ، وكنوز العرفان …
هذه الأموال الموعودة ، سوف يستلمها جبريل القيادي بالمؤتمر الشعبي ، ذلك المؤتمر الذي دبر ونفذ إنقلاب الإنقاذ المشئوم ، وفلسف مبادئ عقيدته ، ووضع قوانينه ، واسس بيوت اشباحه ، وشارك في تقتيل شعب الجنوب ، وكل جرائم الإنقاذ ، في سفك الدماء والفساد في الأرض .
وفي غمار كل هذا التضليل والخداع ، ظلت سياسة السودان الخارجية ، ترسم خططها المخابرات العربية والمصرية ، وينفذها مجرم الحرب حميدتي ، وهو يجوب الدول الأجنبية ، سراً وجهراً ، لابساً كل يوم ، زياً مختلفاً ، وقبعات مزخرفة ، يطل من ورائها وجهه الجنجويدي ، الذي لن تفلح حيل المحتالين ، في إخفائه ..
ومن سخرية الإقدار ، ان وزير المالية جبريل ، سوف يسلم الأموال الموعودة ، الى مناوي ، الذي كانت ميليشياه مرتزقة في ليبيا ، وما زالت متسولة في تشاد ، شريكة لحميدتي ، الذي باع الدم السوداني ، بثمن بخس ، في اليمن ، وظل يتاجر بدماء اللاجئين وحقوقهم في الصحراء ، حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط
مناوي هو حاكم دارفور الجديد ، دون سند من قانون ، أو شاهد من دستور ، سوى سطور من اتفاقية سلام جوبا ، التي وقعها زعيم الجنجويد ، مع بعض لوردات الحروب ، بشهادة سلفاكير ، مرتكب الإبادة الجماعية في حق شعبه ، فاصل جنوب السودان ، عن ارثه وتاريخه الكوشي المجيد ، الذي بناه وشيده ملوك الوادي ومليكاته السود العظام
وزيادة في السخرية والإزدراء بشعبنا ، تتولى وزارة الخارجية ، امرأة تشهد باسمنا في المحافل الدولية ، وهي لا تملك حق الشهادة ، في محاكمنا التي ما زالت نفس محاكم الإنقاذ ، وما زالت شريعتها شريعة الإنقاذ، التي عجز زعماء قوى الحرية والتغيير عن ادانتها ، بل مجرد ذكر اسمها … أكثر من ذلك ، سوفوا في اقرار الحقوق الأساسية ، ومبادئ المساواة ، التي انتزعها شعبنا بنضاله وكفاحه ، وأجلوها للمؤتمر الدستوري المزعوم ، الذي كان يخطط له البشير مع زعماء الهبوط الناعم في باريس وبرلين ولندن وأوغندا، وأديس أبابا ، التي تحولت من صديق الى عدو ، حسب ما تمليه المطامع والأهواء … وما علم هؤلاء ان الحرية تنتزع ولا توهب .
ومن المؤكد عندنا ، أن شعبنا لن ينسى لوزيرة الخارجية ، احتقارها لهبة الثوار ومظاهراتهم ، ومساندة حزبها للهبوط الناعم ، وسحبه حزبها لخيمته من ساحة الإعتصام في ليلة الغدر والخيانة
ومن المحزن حقاً ، ان التدهور قد بلغ حدوداً قصية ، لدرجة ان قوى الحرية والتغيير ، قد عجزت عن المطالبة بحقها المبخوس في رئاسة مجلس السيادة ، والمستحق لها في هذا الشهر ، لأنها تعلم سلفاً انها قد باعت الثورة للإنقاذ ، فإن كانت غير عالمة ، فإن ذلك أسوأ وأضل وأنكى ..
وفي جميع الأحوال ، فإنه لن يستقيم الظل ، والعود أعوج
ما لكم كيف تحكمون !
ولنا عودة في بث حي قريب ، إن شاء الله ، وعلى الله قصد السبيل.

بدرالدين يوسف السيمت
٩ مايو ٢٠٢١

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x