البيان الثاني والاربعون

برهان مجرم حرب وحميدتي مجرم حرب ويجب محاسبتهما ومحاكمتهما بدلاً عن انتظار الحل على ايديهما الآثمة الملطخة بدماء شعبنا
أ- قبل الشروع في تقديم اية مقترحات للخروج بالبلاد من الكوارث الراهنة وأهوالها ، يجب ان نعرف الارض التي نقف عليها وندرس الواقع دراسة موضوعية وواعية … ويجب ان يكون الشروع في الحل فوراً وعلى وجه السرعة، اذ ان الوضع لا يحتمل التأجيل فهو يسير من سئ إلى اسوأ … السيوف مسلطة على رقاب شعب يفتك به المرض وينعدم الدواء وشبح الموت جوعاً يلوح في الأفق
صور الأشياء
أولاً : مازال الدعم السريع سادراً في غيه ومستمراً في عدوانه الأثيم على قرى الجزيرة الآمنه بالقتل والسلب والجلد والتهجير القسري وهو يقف الآن على ابواب مدينة المناقل
ثانياً : مايرتكبه الدعم السريع من انتهاكات في مدن وقرى الجزيرة هو تكرار ممنهج ومنظم لنفس جرائمه السابقة في اقليم دارفور وخاصة في ولاية غرب دارفور
ثالثاً : الجيش السوداني يلتقي مع الدعم السريع في الاهداف والغايات ، فكلاهما مؤسسة انقاذية واحدة ، قامت ضدها ثورة سلمية كبرى اسقطت حكمها الفاسد المدجج بالسلاح والذي ظل يستغل الدين لأغراض السياسة لمدة ثلاثين سنة … ومن هنا كان الانتقام من الشعب السوداني وتقتيل الثوار واذلالهم وتصفية الثورة واثبات ان قوة السلاح هي التي تمنح الشرعية ، أهدافاً تجمع الدعم السريع والجيش السوداني… ونحب ان نذكر ونلفت الأنظار، إلى ان خطتهم تنتهي في النهاية التي كشفها قائد المليشيا مناوي في حديثه الشهير عن تشريد الشعب السوداني وإخراجه من دياره في حرب قادمة تجعل سكان الخرطوم يهربون من منازلهم ويسكنون في الخيام في البطانة وفي بادية الكبابيش
رابعاً : لذلك لم يكن مستغرباً ان يقف الجيش السوداني متفرجاً على انتهاكات الدعم السريع ويعجز عن القيام بواجبه في حماية الشعب … اكثر من هذا ظل الجيش يتعاون مع الدعم السريع ويتآمر معه في جرائمه كما حدث في مدني بالانسحاب من ميدان المعركة حتى يمارس الدعم السريع انتهاكاته بسلاسة ويسر … وبعد ان أكمل الدعامة جرائمهم ، عاد الجيش بطائراته فأكمل اعمال الدعم السريع في الاعتداء على المواطنين العزل .. لقد قام الجيش بهذا التكتيك التآمري في العاصمة المثلثة والكثير من مدن وقرى الجزيرة، فضلاً عن ان نداء الجيش للاستنفار وتسليح الشعب يمهد لاشعال حرب اهلية تلوث الجميع وتجعل المواطنين العزل مشاركين في سفك الدماء، فيختلط الحابل بالنابل وتعم الفوضى وبذلك يتم التستر على جرائم الدعم السريع وجرائم الجيش السوداني
خامساً : لقد بدأت تصفية الثورة بمفاوضات قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري بعد ايام قليلة من انتصار الثورة في أبريل ٢٠١٩ … انتهت تلك المفاوضات بمنح الشرعية للمجلس العسكري وتمت المأساة بتوقيع زعيم الجنجويد حميدتي للاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية وبذلك صار المكون العسكري الذي قامت ضده الثورة شريكاً في الثورة بل رئيساً ونائباً لمجلس سيادة ثورتها ! لقد تمت هذه المشاركة رغم ارتكاب المكون العسكري لمجزرة فض الاعتصام إضافة للانتهاكات الأخرى
سادساً : لقد استطاع الدعم السريع بموجب اتفاقية سلام جوبا ان يشرك قيادات المليشيات المسلحة في مجلسي السيادة و الوزراء وبذلك صار المسلحون شركاء في الثورة، وفي ذلك المزيد من الطمس لمعالم ثورة السلام الخالدة تمهيداً لتصفيتها تصفية شاملة ونهائية
سابعاً: بالفعل تم تصفية الثورة تصفية تامة بانقلاب عسكري في الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١، تم بتدبير وتنفيذ من الجيش والدعم السريع وقيادات المليشيات المسلحة
ثامناً : تفاجأ العسكريون بأن جذوة الثورة لم تمت ، بل عادت الثورة أنضج وأقوى وأعتى وملأت مواكب الثوار المسالك والدروب … في مواجهة هذا الزخم الثوري، لجأ الجيش والدعم السريع للعنف وفض المظاهرات السلمية بالسلاح الحي وقتل الثوار كل صباح جديد …. ولكن كل ذلك العنف لم يجد فتيلا ، فاضطر زعيم الجنجويد للاعتذار وما علم ان الخيانة العظمى وقتل الأبرياء جرائم لا يجوز فيها عذر ولا تقبل فيها شفاعة
تاسعاً : اضطر الجيش والدعم السريع بمعاونة من حلفائهم في الدول الأجنبية إلى اللجوء إلى الحيلة ومحاولة خديعة الثوار بزعمهم إنهاء الانقلاب العسكري بموجب الاتفاق الإطاري آملين العودة للفترة الانتقالية دون حساب وعقاب على جرائمهم الشنيعة … ولكن خديعة الاتفاق الإطاري لم تجز على فطنة الثوار
عاشراً : لم يبق امام الجيش والدعم السريع وقيادات المليشيات سوى تصفية الثوار وقتل الشعب السوداني الأعزل، وهكذا اشعل الجيش والدعم السريع حرب أبريل ٢٠٢٣ ضد الشعب السوداني الأعزل…
استمرت الحرب زهاء سنة كاملة تحت صمت المجتمع الدولي سوى نداءات وإدانات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع
في غمار هذه الحرب المنظمة والمدبرة ، عادت قوى الحرية التغيير ( قحت) لمواصلة تصفية الثورة باختطاف المعارضة تحت اسم مستعار هو تنسيقية القوى المدنية ( تقدم ) بقيادة رئيس الوزراء السابق حمدوك…. افترعت تنسيقية تقدم أعمالها في اديس ابابا بوضع يدها على يد زعيم الجنجويد حميدتي الملطخة بدماء شعبنا بعد عودته المفاجئة من غيابه الغامض الطويل غير المبرر… بدأ تلميع صورة حميدتي باستقباله بالبساط الأحمر في عواصم كثير من الدول الأفريقية ثم وقعت معه حاضنته السياسية ( تقدم ) اتفاقية جديدة زاعمة انها ستوقع اتفاقية اخرى مع الجيش … بهذا الصنيع تعود الفترة الانتقالية دون محاسبة على جرائم الحرب والانتهاكات الأخرى سوى وعد بعدالة انتقالية يكون القاضي فيها المجرم والحكم فيها الخصم
١/٢
ب – هذا هو الواقع مبسوطا في نقاط عشر … فما هو الحل ؟ وماذا يجب ان يفعله كل فرد من المواطنين العزل الذين فجروا ثورة السلام الخالدة والذين هم ضحايا انتهاكات العسكريين؟ هؤلاء الثوار هم الأغلبية الصامتة من النساء والرجال … هؤلاء أيضا هم الكتلة الثالثة ، كتلة السلام ….ماذا يستطيع ان يفعل كل فرد من هؤلاء في داخل وخارج السودان ؟
إذا فهمنا فهماً جيداً ان الدعم السريع والجيش هم اعداء الشعب وهم فريق واحد يحمل السلاح ويؤمن بالعنف …. فريق واحد يجمعه هدف واحد هو تصفية الثورة وتقتيل المواطنين العزل الذين فجروا الثورة ، فان الحل يكون واضحاً وسهلاً ومباشراً :
– تتولى كل مدينة وكل قرية قضيتها العادلة بنفسها ويكون ذلك بان تتجمع كل قرية وكل مدينة في جروبات اسفيرية يشرح فيها كل مظلوم حجم الضرر الذي وقع به من مسلحي الدعم السريع والجيش والمليشيات… ويشارك في تكوين هذه الجروبات سكان كل مدينة وكل قرية داخل وخارج السودان
– سوف تزحم هذه المنصات الإلكترونية فضاء الإعلام العالمي بالصوت والصورة وسيسمع العالم لأول مرة قضية شعب مظلوم يدافع عن وجوده وحريته
– ⁠بالإصرار والمثابرة لأيام قليلة سيتحول الرأي العام العالمي وسيقف الاحرار في كل مكان مع قضية الشعب السوداني العادلة
– ⁠في أيام قليلة يمكن تشكيل جروب كل مدينة من احيائها ومن ضواحيها من القرى التي حولها وبذلك يوضع اساس ثورة مدن السودان المتحدة على هدي السلام و الحقوق الأساسية
– ⁠بعد ذلك يتم تنسيق قضية كل مدينة في قضية واحدة هي قضية الشعب السوداني ومركز دراسات التأويل على استعداد في المساهمة في هذا التنسيق في جسم واحد يدافع عن الحرية والسلام والعدالة … بهذا الصنيع تتحول القضية السودانية من قضية وطنية وصراع حول السلطة والثروة إلى قضية إنسانية تهم البشرية جمعاء ويحملها كل فرد من افراد الأسرة البشرية
– ان رحلة من الف ميل تبدأ بخطوة واحدة وشمعة ضئيلة سوف تهزم ظلام الليل البهيم …والسلام لا يصنعه حاملو السلاح وانما يصنعه اهل السلام المسالمون العزل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
الثالث من مارس ٢٠٢٤
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x