البيان الثالث والعشرون

ثورة السلام عادت كما بدأت فريدة غير مسبوقة قوية حرة ملأت مواكبها الصامدة المسالك والدروب فلا عودة للشراكة المشئومة ولا تفاوض مع عساكر برهان وحميدتي وقادة المليشيات الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا دماء شعبنا
أولاً: فلنجعل يوم ٣٠ أكتوبر يوم اسقاط البرهان وحميدتي وجهاز الأمن والمليشيات ، إسقاطاً نهائياً وحاسماً ، مع استلام الشعب لسلطته في جميع الإدارات المحلية ، في هذا اليوم العظيم دون تردد ودون ابطاء
ثانياً : الشعب استلم السلطة فعلياً بهذا الإجماع السلمي الرائع وبهذه المواكب الموارة ، فإذا لم يستلمها قانونياً في كل ادارة محلية في يوم الغد المجيد ، على أساس الحقوق الاساسية ، والإعلان العالمي لحقوق الانسان ، فإن برهان وحميدتي وجنودهما وفلول الانقاذ وبقايا قحت ، سوف يملأون الفراغ الدستوري والإداري ، مستعينين بالقوة الإقليمية في مصر ودول الخليج والمخابرات الدولية
ثالثاً: استلام الشعب لسلطته يجب ان يكون سلمياً وحضارياً، دون اشتباك مع الادارات القائمة، بل يجعلون من بيوتهم مكاتباً للإدارات المحلية ومجالسها التشريعية … فإن ارض السودان هي الأرض التي بدأت فيها حياة الانسان وفيها انتصرت حضارته و فيها سوف تنتصر حريته بإذن الله
رابعاً: بالرغم من ان المجتمع الدولي قد ادان انتهاكات البرهان ، إلا أنه صمت عن محاسبته ومحاسبة حميدتي على الخيانة العظمى والاستيلاء على السلطة بالقوة ، وبدلاً عن ذلك طلب المجتمع الدولي من شعبنا العودة للشراكة على أساس الوثيقة الدستورية المخالفة للقانون وعلى اساس إتفاق جوبا الذي ابرمه زعيم الجنجويد مع قادة المليشيات في انتهاك واضح لكل المبادئ الدستورية
خامساً : جنود برهان وحميدتي يمارسون الآن القتل الممنهج بالرصاص الحي والجلد والتعذيب للثوار الأحرار السلميين من الصامدات والصامدين ، وزادوا الطين بلة بقطع النت حارمين شعبنا من حقوقه المشروعة حتى يتمكنوا من ممارسة جرائمهم في تكتم بعيداً عن سمع وبصر العالم كما فعلوا بعد مجزرة فض الاعتصام … وفي ذات الوقت نجد برهان يتحدث في سادية ماكرة و في استهزاء بعقول الناس ، ان قوات الأمن لن تتدخل اذا كانت التظاهرات سلمية ، وما علم برهان ان الله قد كفى شعبنا المستهزئين وما علم برهان أن الله لا يهدي كيد الخائنين
سادساً : إن إرادة الله لا تُعرَف إلا بعد ان تقع ، ولقد وقعت الآن ، فعرفناها في هذه المواكب الهادرة المعبرة عن ارادة شعبنا التي تريد اسقاط برهان وحميدتي كما اسقطت البشير وابنعوف ، والتي تريد رجوع الجيش الى ثكناته دون عودة الى الشراكة ، فالشعب يريد ان يحكم نفسه بنفسه دون وصاية من أحد أو وكالة من الغير .
سابعا ً: الا فليعلم المجتمع الدولي وخاصة دول الجوار ، ان هذه الثورة السلمية غير مسبوقة في التاريخ ، اذ لم يحدث ان هزم شعب أعزل من السلاح قوة عنيفة ومدججة بكل وسائل القتل الفتاكة … وإذا كانت الثورة غير مسبوقة ، فان انظمة الحكم التي تقوم عليها ستكون مبتكرة وجديدة وخلاقة وغير مسبوقة .. ستكون الحكومة خادمة الشعب والادارة ادارة الشعب والثروة ثروة الشعب وسوف ينهي الشعب السوداني عهد الحكومات القاهرة للحريات والمستضعفة لشعوب الأرض ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )
ومن حسن الطوالع وبشائر التوفيق ان مركز دراسات التأويل قد قرر مسبقاً ان يكون يوم الثلاثين من اكتوبر موعداً وميقاتاً لتدشين موقعه الالكتروني على الرابط:
عسى ان يكون في ذلك المزيد من الحوار المثمر والدراسة الجادة بدلاً عن التصرف بالعواطف وردود الافعال، فإن المواكب مهما كبرت ، وان العصيان المدني مهما كان شاملاً، وان الشعارات مهما كانت رنانة ، فإنها جميعاً لا تجدي، مالم يملك الثوار الرؤية الواضحة في البديل الذي يقيمون به الحكم الصالح بعد هدم الحكم الفاسد
ثامناً : الا فليعلم برهان وحميدتي وقادة المليشيات ومن يشاركهم من المدنيين ، ان ارادة الشعوب من ارادة الله ، وانهم لن يستطيعوا تزييف ارادة الله ، فقد احبطت مؤامراتهم يد علية ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )
الا فليعلم الجميع ، أننا آمنين غير خائفين ، فقد علم الله ما في قلوبنا فانزل السكينة على شعبنا ، ورفع يده السمحاء لصد الشر القادم من كل الابواب (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ثم قال : ( وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) ثم قال ( فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ).
 
بدر الدين يوسف السيمت
فجر الثلاثين من اكتوبر ٢٠٢١
 
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x