البيان الحادي الاربعون

الدعوة الباطلة لحمل السلاح تستهدف تفجير حرب اهلية تخفي جرائم الدعم السريع وجرائم الجيش وبذلك يتم تصفية ثورة السلام الخالدة تصفية نهائية
 
أولًا: السودان الآن في ظلام دامس فقد عاث الدعم السريع في دارفور فسادًا وارتكب المجازر الاليمة في دار مساليت .. ثم شرع في تدمير العاصمة المثلثة ونهب البنوك والاسواق والمصانع والممتلكات العامة والخاصة، واحتل جنود الدعم السريع بيوت المواطنين الذين تم ترويعهم وتهجيرهم تهجيراً قسرياً وتعرضوا للمهانة والاذلال.
ثانياً : وجد ملايين المشردين من العاصمة ملاذًا آمنًا في ولاية الجزيرة وبالذات في عاصمتها مدينة مدني التي فتحت صدرها للذين اخرجوا من ديارهم بغير حق… الا ان قوات الدعم السريع دخلت مدينة مدني بتآمر من قوات الجيش التي هربت من الميدان وتركت المواطنين العزل تحت رحمة قوات الدعم السريع التي مارست انتهاكاتها الممنهجة في القتل والنهب والسرقة واذلال المواطنين وتشريدهم،،، تمت كل هذه الجرائم في مدينة مدني وما حولها من قرى الجزيرة العامرة في حنتوب واب حراز ، وامتدت ايدي البغي والعدوان حتى الحوش وود الحداد والقطينة والمناقل ، هذا فضلاً عن قيام الدعم السريع بنهب السيارات والمال العام والمستندات والوثائق في رئاسة مشروع الجزيرة ومصنع سكر الجنيد ومصنع سكر سنار والبنوك والاسواق وتعرضت بعض قرى الجزيرة للغرق ، مما زاد الأمر سوءًا على سوء
ثالثًا: رغم هذه الانتهاكات الفظيعة فقد تمسك الشعب بسلميته وبثورته وتحمل اذى الجهال وظلم الظالمين في صبر جم محققًا بذلك تطبيقًا عمليًا في اروع صورة لقوله تعالى :
{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ }
رابعًا : في غمار هذه الاحداث الاليمة برزت دعوة لتسليح الشعب وتبنى هذه الدعوة البرهان وقبيله من دعاة الجهاد الاسلامي… وبالطبع فان هذه الدعوة وجدت ترحيبًا من الدعم السريع والجيش وذلك للاسباب التالية
أ- الدعم السريع والجيش فريق واحد متآمر على الثورة التي قام بها شعب اعزل ضد الانقاذ المدججة بسلاح الجيش والدعم السريع وكتائب الاسلاميين … اذن اذلال الشعب وسرقته ونهبه وافقاره هدف يجمع الدعم السريع والجيش … ولا شك ان تسليح الشعب سوف يتيح للدعم السريع فرصة ذهبية لقتل الشعب الذي صنع الثورة على اساس انه يقاتل مليشيات مسلحة ولا يقاتل مدنيين عزلًا
ب- ادخال البلاد في فوضى الحرب الاهلية التي تستمر زمنًا طويلا سوف يخفي جرائم الدعم السريع وبذلك يفلت المجرمون من المحاسبة والعقاب
خامساً : جميع الانتهاكات الشنيعة المبينة اعلاه تمت تحت صمت المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان .. اننا نعيش في وقت دخل العالم فيه في طريق مسدود اعلنت فيه الحضارة المعاصرة افلاسها في هذه الحروب الطواحن التي جعلت الناس يموج بعضهم فوق بعض وقد اختلط الحابل بالنابل تحت خطر حرب نووية تهدد بقاء الانسان على ظهر هذا الكوكب.
سادساً : ليس امام شعبنا الا استعادة الثقة بربه وتجديد الثقة بنفسه والتمسك بسلمية الثورة ونبذ الدعوة للعنف والتسليح وبذلك يبطل سحر الساحر … ذلك الساحر الذي فض الاعتصام ولكنه لم يفلح ، ثم قام بانقلاب اكتوبر ٢٠٢١ فلم يفلح ، ثم اشعل حرب ابريل ٢٠٢٣ فانهزم هزيمة اخلاقية تتحدث عن نفسها في قتل وسرقة المواطنين العزل الذين قابلوا عدوانه بالصبر والصمود … الآن هدت الحيلة الساحر للدعوة للتسليح لتفجير حرب اهلية تورط شعبنا في مستنقع من الدم .. بهذا الاحتيال يستطيع الدعم السريع والجيش والمليشيات ومعاونوهم من السياسيين ان يواروا سوأتهم المكشوفة ويفلتوا من المحاسبة
سابعًا: بالبناء على ما تقدم يحدونا امل وطيد ان شعبنا سوف يسلك سبل السلام.
السلام ذلك الطريق غير المطروق الذي اقترحه مركز دراسات التأويل على شعبنا منذ ٢٠١٩ بالدعوة الى قيام جمهورية مدن السودان المتحدة والغاء مؤسسة الجيش والمخابرات وجعل الحكومة ادارات محلية موظفة لخدمة الشعب في ديمقراطية علنية بدلًا عن قهر الشعب واستباحة دمه ومقدراته.
من اجل دراسة الكيفية العملية لتحقيق كل اولئك نرجو من الراغبين مواصلة الحوار معنا في جلستنا اليومية المفتوحة في الكلبهاوس فيما بين الساعة التاسعة والحادية عشر مساءً بتوقيت الخرطوم
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x