البيان السادس والثلاثون

البرهان يضع الجيش فوق الدستور وفوق الدولة ويتوعد بازالة الحكومة المدنية اذا تدخلت في شؤون الجيش، ويهدد بقطع الألسن والأيدي، وبذلك يستحق البرهان لقب أسوأ دكتاتور يشهده السودان
أولاً: من المقرر في جميع أنظمة الحكم أن الجيش مجرد مؤسسة من مؤسسات الدولة، ينص القانون على واجباتها الوظيفية وحدود اختصاصتها وفقاً لسياسة الحكومة وتشريعاتها وأنظمتها، وليس للجيش أو أي مؤسسة أخرى أن تقرر واجباتها وصلاحياتها حسب رغبات وأهواء قادتها.
ثانياً: الجيش السوداني كمؤسسة من مؤسسات الدولة قد أثبت فشله الذريع في القيام بواجباته الوظيفية، فالجيش السوداني لم يحارب أي دولة أجنبية معتدية في أي وقت طوال تاريخه، ولم يدافع عن حدود البلاد، وها هي حلايب وشلاتين لا تزالان تحت الاحتلال المصرى.
ثالثاً: ارتكب الجيش جريمة الخيانة العظمى بخرقه للدستور وانتهاك حرمته أربع مرات، إبتداءً من انقلاب عبود في 1958، ثم انقلاب نميرى في 1969 ثم انقلاب البشير في 1989 وأخيراً انقلاب البرهان نفسه بالتعاون مع حميدتى وميليشيات اتفاق جوبا في اكتوبر 2021. وقد كان الجيش في جميع هذه الجرائم يضع نفسه كمطية للأحزاب السياسية والعقائدية خصوصاً في انقلاب البشير الذي دبرته ونفذته الحركة الاسلامية.
رابعاً: لقد ظل الجيش السودانى موجهاً سلاحه ورصاصه إلى صدور أبناء وبنات الشعب السودانى على طول المدى في الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وسائر مناطق السودان الأخرى، وللبرهان بالذات اليد الطولى في ذلك بتاريخه الدموى في دارفور وقيادته لقوات الدفاع الشعبى سيئة الذكر، ثم مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019. وما زالت جرائم الجيش والأجهزة العسكرية الأخرى التى تحت قيادة البرهان تمارس القتل الممنهج والفتك الذريع بزهرة شباب السودان في كل يوم جديد.
خامساً: يتضح من عبارات البرهان التى استخدمها في خطابه (المرفق ادناه) أنه يعتبر نفسه وصياً علي الشعب وعلى الحكومة، التي حدد شكلها ووظيفتها دون وجه حق أو سند قانوني
وقد بلغ الطغيان والاستبداد بالبرهان أن يعتبر كل من ينتقده متدخلاً في شؤون الجيش يستحق قطع اليد واللسان!! وتلك عقوبات لا أساس لها الا في قانون الغاب وعهود الانحطاط الفكرى والأخلاقى،
ولم يكتف البرهان بهذا ، بل أضاف أن من حق الجيش التدخل اذا لم تسير الحكومة حسب تخطيط الجيش .
سادساً: الجيش السودانى الحالى بقواته المسلحة ودعمه السريع ليس سوى ميليشيات جهادية وشركات اقتصادية تم تكوينها تحت اشراف الانقاذ بعقيدتها الدينية الظلامية لمدة ثلاثين سنة، وقد كان البرهان من قادة جيش البشير الذين ظلوا يهتفون بسفك دماء السودانيين ويرددون اناشيد الأخوان المسلمين، طيلة عهد الانقاذ البغيض … ومع كل هذا السجل المزري مع الاسلاميين ، وامعاناً في السخرية والاستهزاء بالشعب السودانى، فقد حذر البرهان الاسلاميين في خطابه العجيب من التدخل في شؤون الجيش، الذي صنعوه هم بأيديهم وعلي رأسهم هو نفسه.
البرهان يعلم كل ذلك ولكنه يريد أن يضلل الشعب بتسويق كذبة ابتعاد الأخوان المسلمين من الجيش وعدائهم له حتى يتمكن من تمرير التسوية السياسية الجارية مع قحت وشركائهم.
سابعاً: وجود مثل هذا الجيش الانقاذى بقيادته الكاذبة المتسلطة يجعل قيام نظام ديمقراطى في السودان أمراً مستحيلاً.
عليه، لا بد من تصفية الجيش السوداني والدعم السريع وبقية الميليشيات بطريقة حضارية وقانونية تحفظ للضباط والجنود كرامتهم وحقوقهم التقاعدية، ويجوز استيعاب من شاء منهم في الوظائف المدنية المناسبة حسب الخبرة والمؤهلات.
هذا الوضع الجديد سوف يحقق الاستقرار ويحفظ حياة السودانيين من القتل المجانى اليومي ومن الانقلابات والتسلط والدكتاتوريات العسكرية وارهاب المدنيين وغياب العدالة والمساواة أمام القانون.
هذا الوضع الجديد سوف يفتح الطريق لمعالجة النزاعات الحدودية بحسن الجوار والطرق الدبلوماسية واحترام القانون والمواثيق الدولية وتحكيم ودعم وتطوير القانون الدولى.
ثامناً: لقد أثبت الشعب السودانى باصراره وعزيمته ومواكبه الثورية الهادرة الممهورة بدماء فلذات أكباده لمدة أربع سنوات متواصلة أنه يريد الحرية وينشد السلام ويبتغي العدالة. ولذلك فان تصفية الجيش تتفق مع ارادة الشعب السودانى التي تريد السلام وتحرم سفك دم بنى الانسان. الشعب السودانى لا يستطيع أن يعلَّم العالم فنون الحرب ولكن بتمسكه بهذه القيم النبيلة فانه يستطيع أن يعلم العالم فنون السلام. الإنسانية اليوم في أشد الحاجة للسلام، وما للإنسانية سوى السلام من منجاة.
 
وعلى الله قصد السبيل
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
14 نوفمبر 2022
 
مرفقات: خطاب البرهان بالمرخيات 13 نوفمبر 2022
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x