البيان الثالث عشر

لنجعل من مليونية الحكومة المدنية غدا الخميس مناسبة عظيمة لاسقاط المجلس العسكري الانقلابي

لقد تقاطرت جماهير الشعب السوداني الثائرة من دارفور وجبال النوبة ومن شرق البلاد وشمالها وجنوبها..صوب ساحة الاعتصام..مؤكدين الصمود حتي النصر الكامل وحتي تحقيق التصفية الشاملة لنظام الانقاذ واستعادة الدستورية والشرعية ودولة القانون.

لقد صدر بالأمس قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بمنح المجلس العسكري تمديدا نهائيا لمدة ستين يوما لتسليم السلطة الي حكومة مدنية..ولقد جاء في نص البيان أن المجلس العسكري السوداني قد استولي علي السلطة في 11 أبريل الجاري عن طريق انقلاب عسكري..أطاح بالرئيس البشير الذي استولي علي السلطة هو الآخر في انقلاب عسكري عام 1989..وقد أعرب المجلس عن قلقه العميق ازاء الوضع في السودان بعد استيلاء العسكريين علي السلطة في 11 أبريل 2019..ثم أكد مجددا علي ادانة الاتحاد الأفريقي ورفضه التام..انطلاقا من سياسة عدم التسامح مطلقا.. مع جميع أشكال التغييرات غير الدستورية للحكومات..لا سيما عن طريق الانقلابات العسكرية..

اذن فالأتحاد الأفريقي يعتبر المجلس العسكري الانتقالي انقلابا عسكريا ويدينه ادانة كاملة..من غير تحفظ..ويصفه بعدم الدستورية…ومع هذا فقد منحه مدة ستين يوما لتسليم السلطة الي حكومة مدنية..وما كان له أن يمنح هذا التمديد الطويل لولا أن لجنة قوي الحرية والتغيير الممثل الرسمي للثورة ظلت تفاوض المجلس وتقدم المذكرات والتصورات..وهي الآن بصدد تقديم الوسطاء في أمر لا يقبل الوساطة..ولا المجاملة..ولا التأخير..ولا تقريب وجهات النظر..فنظر الثوار نحو الحرية والسلام والعدالة..ونظر المجلس العسكري نحو الدكتاتورية والتلويح بالعنف وحماية المفسدين من العقاب..بالابقاء علي مؤسسات الانقاذ الأمنية والقضائية..وقوانينها واستغلالها للدين لأغراض السياسة.

لذا فاننا نناشد لجنة قوي الحرية والتغيير أن تنسحب فورا من التفاوض وتعلن عدم اعترافها بالانقلاب العسكري اللا دستوري وأن تصغي وتمتثل لصوت الشارع الذي ظل يندد بهذا الانقلاب المشؤوم من كاودا حتي أمدرمان ومن الجنينة حتي بورتسودان ومن الدمازين حتي حلفا.

ان شعبنا الجسور قد هب غير هياب ولا وجل أمام جبروت البشير وقواته وجيشه وأمنه..فأطاح بها..وهزمها بثورته السلمية..فكيف تتردد لجنة قوي الحرية والتغيير أمام مجلس مكون من أعوان البشير وخدامه!! بل كيف تقبل أن يكون العسكر أوصياء علي ثورة الشعب ومطالبه المشروعة!! ومن المؤسف حقا أن الفريق برهان قد صرح بأنه سوف يعرض مذكرات قوي الحرية والتغيير وتصوراتها علي أحزاب التوالي التي ساندت البشير في فساده وفي تزييفه للديمقراطية..ومتاجرته الرخيصة بالدين الاسلامي العظيم.

لن يكون قيام الحكومة المدنية ممكنا من الناحية العملية الا باسقاط المجلس العسكري الانتقالي في المقام الأول..ونحن علي ثقة تامة أن الثوار سيسقطون هذا المجلس العسكري كما أسقطوا مجالس ابنعوف والبشير من قبل..وبذلك يحققون هدف الثورة بقيام حكومة مدنية تستعيد الشرعية والحكم الدستوري للبلاد.

وعلي الله قصد السبيل

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
1 مايو 2019

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x