البيان العشرون
- البيان العشرون
- 21 أكتوبر 2021
- 5:20 ص
- بيانات
مواكب الشعب الهادرة خرجت قبل مليونية الحادي والعشرين من اكتوبر معلنة سقوط المكون العسكري والمكون المدني وقحت والمليشيات ومؤكدة حكم الشعب وهيبة القانون في ظل ثورة الحرية والسلام والعدالة
في هذا اليوم الخالد في فجر الحادي و العشرين من أكتوبر ، وفي هذه اللحظات الحاسمة بين السلام و العنف ، نخاطب جماهير شعبنا الطيب الحر طلاب الحق وصناع الدمقراطية بهذا البيان :
أولا ً: درجت حكومة شركاء الفترة الإنتقالية على إفتعال الازمات الأمنية والإقتصادية مع اقتراب كل يوم من أيام هبات شعبنا الخالدة في اكتوبر وديسمبر وابريل ويونيو …
لقد ادرك عساكر الانقاذ وشركاؤهم من قيادات قحت ومن سفاكي الدماء من زعماء الدعم السريع والمليشيات المسلحة، أدركوا كلهم جميعاً، الإجماع الشعبي ضدهم والرفض الهائل لحكومتهم التي سرقت الثورة
لقد تجلت كراهية الشعب للنظام القائم في مواكب ٢٩ رمضان ومظاهرات الثالث من يونيو التي طالبت بمحاكمة برهان وحميدتي والمكون العسكري على جريمة فض الاعتصام وإدانة شراكة الدم، ثم جاءت مواكب الثلاثين من يونيو مؤكدة وقوف الشعب ضد شركاء الفترة الانتقالية في ادانة واضحة لقحت التي فقدت الدعم الشعبي بصورة جلية.
ثانياً : مع اقتراب ثورة اكتوبر الخالدة اراد الوضع الراهن تغيير المعطيات على الأرض من اجل تشتيت الوعي الشعبي الذي انتبه لخديعة الوثيقة الدستورية الباطلة التي وقع عليها زعيم الجنجويد حميدتي واصدرها ربيب الإنقاذ سفاح دارفور برهان وما تلا ذلك من مكيدة اتفاق سلام جوبا التي صارت تعلو على الوثيقة الدستورية بل مزقتها تمزيقا .. وقد حاك حبال مكيدة سلام جوبا بمساراتها المصطنعة زعيم الجنجويد ولوردات المليشيات بعون من المخابرات الأجنبية
لقد افتعلت الحكومة الراهنة ازمة في دارفور شردت فيها الاف الأسر في معسكرات قرب مدينة الفاشر تمهيداً لبسط القبضة الأمنية لاركو مناوي وقبيله .. وقد تم كل هذا الصنيع المنكر بعد الفساد الكبير وسفك الدماء الذي ارتكبته مليشيا الدعم السريع وحلفاؤها في سكان غرب دارفور الذين تعج بهم الآن معسكرات النزوح في دولة تشاد ..
ثم كانت مبادرة حمدوك والتكتل الاصطناعي الذي رسم به خارطة طريق مزورة أعانه على تخطيطها قوم آخرون، ولكن زيف المبادرة ضعيفة الحبكة لم يجز على فطنة شعبنا الذي سخر من سلطة تنفيذية تقترح مجرد مبادرات
ولم تكتف الحكومة الحالية بفشلها الذي اعترف به برهان وحميدتي وحمدوك وزعماء قحت ولوردات المليشيات .. ولم يكتف المكون العسكري والمليشيات بكل الفظائع التي ارتكبوها في دارفور بل لجأوا الى تخويف الشعب باستعراض قوة جهاز الأمن ومقدرته على حرب المدن بدعوى محاربة الإرهاب في حي جبرة بقلب الخرطوم ، ولكن هذه الخدعة لم تجد على فطنة الشعب، فزاد البرهان الطين بلة بتمجيد جهاز الأمن البغيض وبفرض وصاية الجيش على الشعب، بل بلغت به الجرأة ان يزعم انه قد كان قادراً على اجهاض ثورة الشعب وان جهاز الأمن قد كان و سيظل ( شوكة حوت) الى قيام الساعة ..
وقد قوبلت خطب البرهان بالرفض والاستهجان شأنها شأن خطب حميدتي البغيضة المشوبة بالمكر والخديعة والتي صارت مكشوفة وعارية ..
وفوق هذا و ذاك ، لجأ العساكر الى استعمال زعيم المؤتمر الوطني ترك ومن خلفه مساعد البشير موسى محمد احمد في ازمة الشرق، التي زادت هيبة الدولة سقوطاً على سقوط ..
ثم كانت ثالثة الأثافي أي المصيبة العظيمة اعتصام الفلول المدفوع الثمن أمام القصر الجمهوري ، بصورة مهينة لهيبة الحكم وقبل ذلك مؤذية للشعب السوداني العظيم، وقد تمت هذه المهزلة تحت بصر المكون العسكري وفي غياب تام لأجهزة أمنه التي درجت على قتل شعبنا في المواكب السلمية
ثالثا ً: اخذ شعبنا العظيم زمام المبادرة فخرجت مواكبه الهادرة قبل ثلاثة ايام من بزوغ فجر الحادي والعشرين من اكتوبر مطالبة بسقوط برهان وحميدتي كمان ورجوع الجيش لثكناته وهتفت بإدانة قحت والمهنيين والاحزاب والمليشيات
رابعاً: إزاء هذا الوعي الشعبي الكاسح المباغت ، نلاحظ سعي كل قبيل وعلى رأسهم قحت لسرقة زلزال مليونية اكتوبر قبل انفجاره وتزيييف شعارات الثورة وتحويلها عن مسارها في اسقاط النظام الى دعم لإستمرار شراكة العسكريين والمدنيين تحت مسمى التحول الديموقراطي
خامساً : من أجل ألا تسرق الثورة ، فإننا نقترح على الثوار الذين يخرجون في مليونية اليوم عدة اقتراحات مبينة في [سادسًا أدناه] ونحذر حملة السلاح وأعني الجيش السوداني والدعم السريع وجهاز الأمن والشرطة والمليشيات وفلول الإنقاذ عدة تحذيرات مبينة في [ثامناً أدناه]
سادساً: نقترح على الثوار مايلي :
أ- ان يثقوا ثقة تامة ان الوثيقة الدستورية باطلة قانوناً ، لأن المجلس العسكري لا يملك الأهلية القانونية للدخول في أي تعاقد سياسي، وما بني على الباطل فهو باطل .. كما ان الإتفاق السياسي قد كان اتفاقاً مع الإنقاذ ممثلة بزعيم الجنجويد حميدتي
ب- شعارات اكمال هياكل السلطة الإنتقالية خدعة ، لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج ، فالمجلس التشريعي الانتقالى ودعمه بشباب الثورة مؤامرة لتلويث شباب الثورة بجعلهم يعترفون بالوثيقة الدستورية الباطلة ويشرعون وفقاً لمكيدة اتفاق جوبا ويقدمون ثورتهم في طبق من ذهب للمكون العسكري … المجلس التشريعي مثل سلطة حمدوك ومثل برلمان البشير
وما يقال عن المجلس التشريعي الانتقالي يقال عن المحكمة الدستورية التي هي استنساخ لنظام البشير .. وما هي قيمة محكمة دستورية يتم انشاؤها بموجب وثيقة باطلة ! وما هي قيمة رئيس القضاء الذي يؤدي القسم لبرهان وحميدتي ..
والخديعة الكبرى تكمن في اشراف المدنيين على إعادة هيكلة الجيش وجهاز الأمن … هذا يعني ان يلف المدنيون الحبل حول اعناقهم بتنظيم جلادهم جهاز الأمن وتسليح جيشهم الذي لم يقتل سوى السودانيين، ولم يحارب دولة واحدة في تاريخه الطويل
ج- مركز دراسات التأويل يرى ان الشعب قد استولى على السلطة وعليه فرض سلطته الشعبية على جميع محليات السودان التي يفوق عددها المائة وثلاثين ادارة، دون دخول في نزاع مع الإدارات القائمة الآن … ويمكن ان يتم ذلك بطريقة سلمية وحضارية بأن تتخذ كل ادارة محلية مكاتبها في أي منزل من منازل الحي أو القرية وتعلن حكومتها ومجلسها التشريعي في ميدان عام
سابعاً: تعتمد كل محلية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( المرفقة نسخة منه مع هذا البيان ) دستوراً لها وبذلك ينتهي الجدل حول الدستور بإقرار الحرية والسلام والعدالة المنصوص عليها في ديباجة الإعلان العظيم، كما ينتهي الجدل حول الحقوق الأساسية بتثبيت المساواة بين النساء والرجال ، والمساواة امام القانون دون تمييز، وحقوق المواطنة المتساوية، واقرار حرية الأديان بفصل الدين عن الدولة حتى تكون الدولة خادمة لشئون الناس المعيشية ، ويكون الدين عالياً وسامقاً وسامياً ومقدساً كما هو في الأصل روحانية، لا تباع ولا تشترى في سوق السياسة … وهذا يعني فيما يعني الغاء العقوبات المهينة للكرامة الإنسانية مثل الجلد وبتر الاعضاء التي وضعها نميري والبشير ومن ورائهم الأخوان المسلمون من اجل استغلال الدين لأغراض السياسة
نرجو التكرم بالإطلاع على ميثاق مدن السودان المتحدة (المرفقة نسخة منه مع هذا البيان ) الذي يرسم خريطة العودة التي تجعل إنسان الشارع العادي المغمور محور التكريم والتشريف وتجعل السودان طليعة الإنسانية نحو آفاق السلام ، وأول دولة في العالم تتخذ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان دستوراً وقانوناً.. الجدير بالذكر ان الإعلان العالمي لحقوق الانسان يعتبر جزءاً من قوانين السودان، لأن الحكومة السودانية قد وقعت وصدقت عليه منذ فجر الاستقلال ولكنها لم تطبقه في يوم من الأيام
ثامناً : نحذر الجماعات المسلحة من مغبة الإعتداء على مواكب الثوار ، ونذكرهم بان المكر السئ لا يحيق إلا بأهله، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين..
كما نرجو من السفارات الأجنبية التزام السلوك الدبلوماسي بعدم التدخل في الشأن السوداني مع تأكيد موقفنا الثابت في إحترام التعاون الدولي وفقاً للمصالح الخاصة المشتركة والمنفعة العامة للأسرة البشرية
إذن فليعلم الجميع أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان … السودان هو موطن الانسان الأول فيه انتصرت حياته وفيه ستنتصر حريته .. السودان كان نوراً وسلاماً في ظلمات الدهر الغوابر ، وسيكون نوراً وسلاماً على العالم في اشراقات الحضارة الزاهرة ، بتفجيره لثورته السلمية التي هزمت القوة المسلحة وشلت تفكير العساكر باجماعها السلمي الرائع ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )
والسلام في البدء وفي الختام
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
فجر الحادي والعشرين من اكتوبر
٢/٢
مرفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان:
https://www.un.org/…/universal-declaration…/index.html
مرفق ميثاق مدن السودان المتحدة:
www.unitedcitiesofsudan.com