البيان العاشر

صعدوا الاعتصام حتي يسقط المجلس العسكري الانتقالي..وتتم تصفية جميع جيوب الانقاذ..وانما هي ثورة حتي النصر.

ان قرار قوي الحرية والتغيير بتعليق التفاوض مع المجلس العسكري ومواجهته وعدم الاعتراف بأي سلطة انقلابية عسكرية أمور محمودة..ولكنها لا تكفي..بل يجب علي قوي الحرية والتغيير ان ترتفع الي مستوي الشارع السوداني وتلبي مطالب الثوار بعدم الاعتراف صراحة بالمجلس العسكري الانتقالي الحالي..والعمل علي اسقاطه فورا..اذ أن هذا المجلس في حقيقته هو الجناح العسكري للمؤتمر الوطني وهو مكون من الذين شاركوا البشير في جرائمه..ونفذوا له كل مخططاته في الابادة الجماعية في دارفور..والتقتيل والتشريد في جبال النوبة والنيل الأزرق..بل واطلاق الرصاص الحي في صدور الثوار المسالمين في العاصمة والأقاليم..هذا بالاضافة الي كل صنوف الفساد المالي والاداري..واستغلال الدين لأغراض السياسة.

وفوق هذا وذاك..فان هذا المجلس العسكري غير معترف به من مجلس الأمن الدولي والترويكا والاتحاد الاوروبي وأمريكا وكندا وبريطانيا والاتحاد الأفريقي..ولن تجدي محاولاته لاستجداء هذه القوي العظمي للاعتراف به..اذن فما الذي يمنع من اسقاط هذا المجلس اليوم وليس غدا؟ وما الذي يمنع قوي الحرية والتغيير من اعلان أعضاء مجلس السيادة المدني والحكومة المدنية والمجلس التشريعي اليوم وليس غدا؟ فان كانت هناك محاصصات حزبية أو نزاعات ايديولوجية أوطموحات شخصية تسببت في التباطؤ والارجاء فان الواجب الوطني في صيانة الثورة يلزم قوي الحرية والتغيير أن تكون واضحة في كشف حقيقة الأمر للثوار..فمن أراد من مكونات قوي الحرية والتغيير أن يكون مع المجلس العسكري فليفعل..ومن أراد أن يكون مع الثوار فليفعل..فان الاتحاد المنسجم مع أهداف الثورة والذي ينشد الحرية والديمقراطية هو الاتحاد القوي الصحيح..وهو علي كل حال خير من التكتل الاصطناعي المؤلف من كيانات متنافرة.

ثم ان اعلان أعضاء الحكومة المدنية متزامنا مع اسقاط المجلس العسكري..أمر لا يحتمل التسويف والمماطلة التي يخطط لها الذين يريدون استنساخ الانقاذ تحت مظلة المجلس العسكري..والذي بدأ يظهر بمظهر الواعظ المستعلي علي قوي الثورة..الحريص علي عدم الاقصاء..وتلك كلمة حق أريد بها باطل..لأن هذا المجلس يبتغي من وراء ذلك تجييش أعوان الانقاذ من خلفه..وقد بدأ بالفعل في ضم فلول أحزابهم..الذين ظهر بعض رموزهم بالفعل في الاعلام السوداني والعربي..ومما يعزز قولنا هذا أن بعض أئمة المساجد والقوي الظلامية الأخري بالتعاون مع المجلس العسكري ومع الموتورين من الأحزاب التي صنعت وساندت الانقاذ قد بدأت تلوح بالعنف والتظاهر والتباكي علي الاسلام المفتري عليه..وما علم هؤلاء أن حكم الوقت ليس معهم..وأنهم يسيرون ضد حركة التاريخ..وأنه من المستحيل أن ينجح مكرهم القديم فيستعيدوا القمع والجلد والبتر وقهر النساء واذلال الشعب..فالوعي الشعبي قد اكتمل ونضج..وهو لهم بالمرصاد..والله من ورائهم محيط.

ان الثورة ماضية وان عزم شبابنا قد أكسبهم احترام العالم واستحقوا بجدارة أن يكونوا رواد الثورة السلمية ومعلمي الشعوب..ويحدونا أمل وطيد في أن قوي الحرية والتغيير سوف تتوخي في اختيار أعضاء المجالس المدنية الانتقالية العلم والخبرة والكفاءة والنزاهة والتمثيل المتوازن لجميع أقاليم السودان وقوي الثورة من غير تمييز بين النساء والرجال..بل اننا نتوقع أن يكون حظ النساء أوفر..اذ أنهن مليكات السودان منذ فجر التاريخ..وهن اليوم رائدات الثورة وصانعات مجدها ورافعات راياتها في خطوطها الأمامية.

وفي الختام نحب أن نؤكد لمن عسي يحتاج التوكيد أن مركز دراسات التأويل مؤسسة مستقلة غير ربحية ملتزمة بأهدافها في البحث والدراسة والتأمل الروحي.. وليست لديها أهداف سياسية أو مطامع في أي منصب سياسي تنفيذي أو تشريعي أو غيره..وستظل هذه المؤسسة ممسكة بجذوة مشاعل الثورة..وستبقي ناصحا أمينا مخلصا لهذا الشعب العظيم ولكل من يتولي أمر قيادته وادارته.

وعلي الله وحده التكلان

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
22 أبريل 2019

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x