البيان الرابع والأربعون
- البيان الرابع والأربعون
- 3 أبريل 2025
- 8:00 ص
- بيانات
إلى أين نحن مسوقون؟
هل انسحاب الدعم السريع من الخرطوم يؤرخ نهاية الحرب أم بدايتها ؟
أولًا: يلاحظ ان قوات الدعم السريع قد انسحبت من العاصمة المثلثة دون ان تتعرض لها قوات الجيش والمليشيات المتحالفة معها … على العكس من ذلك فان قوات الدعم السريع اثناء انسحابها كانت تعتدي وتسفك دماء المواطنين العزل في الخرطوم وامدرمان حتى شمال كردفان ، الأمر الذي جعل اعداداً هائلة من سكان قرى جبل اولياء ومناطق النيل الأبيض المتاخمة لها يضطرون الى النزوح من قراهم في عملية إبادة وتهجير قسري موثقة بالصور
ثانيا: هذه هي ليست المرة الأولى التي تكررت فيها احداث الانسحاب المتبادل والمنظم بين الجيش والدعم السريع ، فقد حدث ذلك في مدني وفي الجزيرة وسنجة والدندر وبقية المناطق وفي جميع هذه الانسحابات المنظمة يتم سفك دماء المواطنين العزل ونهب ممتلكاتهم وانتهاك حقوقهم بواسطة الدعم السريع ثم تأتي طائرات الجيش لتكمل التنكيل بالمواطنين العزل
ثالثًا: ان الاحداث المشار اليها في الفقرتين الأولى والثانية تؤكد ما أوضحناه في مناسبات عديدة ان هذه الحرب قد اشعلتها قوى الانقاذ العسكرية المكونة من الدعم السريع والجيش وكتائب الاخوان المسلمين والحركات المسلحة بدعم دولي ضد الشعب السوداني الذي فجر ثورة السلام الخالدة .
رابعًا: هل سمعتم آخر الأنباء ؟
لقد صرح نائب قائد قوات مليشيا الدعم السريع عبدالرحيم دقلو يوم أمس (الأربعاء) بان قواته ستهاجم الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، مؤكداً ( أن قواته لم تنتهِ بعد.)
وقال دقلو: «لدينا مخزون إستراتيجي من المقاتلين»، زاعماً أن لديهم مليون جندي. مشدداً بالقول: «قوات الدعم السريع كانت تقاتل في مناطق غير استراتيجية، لكن الآن ستتجه إلى مناطق أكثر أهمية ومؤثرة».
وجاء التصريح بعد يومين من اعتراف منسوب لقائد قوات مليشيا الدعم السريع المختبئ محمد حمدان دقلو (حميدتي) بخسارة قواته العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن قواته انسحبت من الخرطوم التي أعلن الجيش السوداني الخميس تحريرها.
وقال حميدتي إن انسحاب قوات الدعم السريع من أم درمان بهدف إعادة التموضع، مؤكداً أن الحرب ما زالت في بدايتها ولم تنتهِ بعد
خامسًا: اذن الدعم السريع مازال متعطشاً لسفك المزيد من دماء الشعب السوداني ولم يشف غليله ما تم من تخريب وتدمير وقتل ونهب ..
فما هو موقف الجيش؟ موقف الجيش لا يختلف عن موقف الدعم السريع ! ويكفي ماصرح به مالك عقار في احتفال في قاعدة جوية هذا الاسبوع .
مالك عقار يقول الحرب لم تنته بعد ثم أتى بمقولة عجيبة نسبها لاقتصادي مرموق دون ان يسميه .. مفاد المقولة ان السودان بلد به موارد كثيرة ولكن المشكلة ان السودانيين Economic Burden أي عبء اقتصادي لا ينتجون ولا يتركون غيرهم ينتج .. الحل المقترح هو اجلاء السودانيين من ارض السودان واسكانهم في معسكرات يوفر لهم فيها خدمات التعليم والعيش المناسب … هذا الحل الذي يقدمه اقتصادي مرموق على لسان مالك عقار هو نفس الحل الذي قدمه مناوي من قبل بتهجير سكان الخرطوم ثم وضعهم في خيام في البطانة وبوادي كردفان … ثم يستطرد مالك عقار في حديثة المتناقض الغريب ليخبرنا ان هذه الحرب وآثارها سوف تمتد لمائة عام والحل الوحيد هو الوحدة الوطنية خلف الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش وتطبيق مشروعهم الذي لا يوجد في الساحة غيره … مشروعهم وحده سوف يعيد التجانس والانسجام الى الشعب السوداني الممزق …
لقد نسي مالك عقار انه قد قال في بداية حديثه ان الشعب السواني عمره سبعة وعشرون الف سنة وانهم اصحاب حضارة عظيمة .. بالرغم من كل هذه الامجاد فان الحركات المسلحة قد أتت الآن لتعلمهم العدل والسلام وتهبهم الانسجام والعيش في وئام .
هذا بعض ما قاله مالك عقار .. اما رئيسه البرهان فقد ظل يؤكد ان الحرب سوف تستمر حتى تصفية الدعم السريع تصفية تامة في حرب ظل جميعهم يكرر انها حرب لن يكون فيها منتصر !
سادسًا : إن مليشيا الدعم السريع والجيش والحركات المسلحة والاخوان المسلمون يضمرون شراً مستطيرًا لهذا الشعب الأعزل الذي فجر ثورة السلام والحرية والعدالة…
إنهم يخططون ويدبرون ويتآمرون لتفجير المزيد من الدمار للمدن الآمنة في الشمال والشرق – دنقلا ومروي وعطبرة و شندي والقضارف وكسلا وبورتسودان والروصيرص والدمازين …. الخ –
لذلك يجب ان نأخذ كلام عقار وحميدتي وعبدالرحيم ومناوي والبرهان مأخذ الجد … انهم يعنون ما يقولون … يجب ان نعمل آناء الليل واطراف النهار لإحباط مخططاتهم الشريرة مع اليقين الأكيد ان المكر السيئ لايحيق الا باهله …
عندما كان حميدتي يقول عمارات الخرطوم تسكنها ( الكدايس) كان الناس يسخرون من هذا الحديث مثلما كانوا يسخرون من احاديث مناوي غير المرتبة واحاديث جبريل الاستفزازية واحاديث مالك عقار التي كان يهدد فيها بان الحرب القادمة سيكون الموت فيها بمئات الالاف.
سابعًا: لقد اوصلت هذه الحرب الدامية بلادنا الى طريق مسدود .. ويجب ان يكون مفهومًا ان اي لجوء للسلاح سيعقد من الازمة السودانية ..
لا بد من احباط مؤمرات المسلحين بسلوك سبل السلام في طريق غير مطروق
على النحو المبين في عهد وميثاق المدن المتحدة ومذكرته التفسيرية ( نسخة مرفقة )
ان هذا العهد والميثاق ممكن التطبيق ومما يجعل تنفيذه سهلًا وميسورًا وجود اعداد ضخمة من السودانيين في الخارج تستطيع ان تبتكر الوسائل العملية لتطبيقه في كل مدينة حسب وضعها وظروفها
ونحن اذ نناشد شعبنا للاعتصام بالسلام كافة نعلم سلفًا العواقب الوخيمة التي سوف تترتب على الإبطاء في تلبية هذا النداء.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
بدرالدين يوسف السيمت
الثالث من ابريل ٢٠٢٥
