البيان الثالث والاربعون
- البيان الثالث والاربعون
- 24 فبراير 2025
- 6:35 م
- بيانات
عدم الشرعية لا يعالج بالمزيد من عدم الشرعية والخطأ لا يعالج بالمزيد من الأخطاء وحاملو السلاح في نيروبي أو في بورتسودان يستحيل ان يصنعوا سلامًا بأيديهم الملطخة بدماء شعبنا
*أولا* : بالأمس وقع الدعم السريع وجماعات اخرى بمدينة نيروبي على ما اسموه ميثاق التأسيس, زعموا انه لتشكيل حكومة موازية في الخرطوم تصنع السلام وتنهي الحرب.
وقد ظهر عبد الرحيم دقلو محاطًا ببعض قادة الحركات المسلحة وبعض ممثلي الاحزاب السياسية وشخصيات اخرى تزعم انها مستقلة… وقد واصل حميدتي غيابه غير المبرر وغير المسئول والغريب انه لم يسأل عنه احد بصورة جادة*ثانيًا*: لا يحتاج احد ان يذكر السودانيين ان الجيش السوداني الحالي هو نفس جيش البشير الذي فصل الجنوب عن الشمال بعد مجازر ساحات الفداء ومهازل عرس الشهيد … وهو ايضا نفس الجيش الذي ارتكب فظائع الابادة الجماعية والتهجير القسري في دارفور بقيادة نفس هذا البرهان .
كما ان مليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي هي صنيعة البشير ويد الاخوان المسلمين الملطخة بدماء شعبنا وشريكة البرهان في كل جرائمه طيلة عهد الانقاذ وبعد سقوط الانقاذ*ثالثًا*: لا شك ان اعلان الحكومة الموازية يدخل البلاد في مأزق جديد ويزيد الوضع الحالي سوءًا على سوء ويؤدي الى تمزيق السودان وتسهيل تقسيمه او جعله لقمة سائغة في افواه الطامعين.
في ذات الوقت فان قادة الحركات المسلحة قد ضللوا اهلهم واضاعوا قضايا الهامش بتسليح قبائلهم وبذلك جعلوا سكان الهامش الأبرياء مجرمين قتلة لأن المستضعفين عندما يحملون السلاح يصيرون متجبرين و متسلطين ويحرمون انفسهم من زينة البراءة ومن حلل السلام ومنن الله المدخرة لهم في قوله ؛
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )*رابعًا*: الآن عندنا في بورتسودان حكومة غير شرعية بقيادة جزء من حكومة الانقاذ والاخوان المسلمين يترأسها جزء من جيش الانقاذ وبقايا كتائبهم وحلفائهم من الحركات المسلحة …
ان خلق حكومة اخرى غير شرعية بقيادة الجزء الثاني من حكومة الانقاذ والاخوان المسلمين يترأسها الدعم السريع في المناطق التي يسيطر عليها والتي اخذها عنوة بحد السلاح وسفك دماء الشعب السوداني ونهب امواله وممتلكاته ، لا يحل المشكلة بل يعقدها*خامسًا*: ان الدعم السريع مهما تفنن في تغيير اسمائه ومهما عدد من حلفائه فانه يظل كما كان ذلك الجنجويد القديم … يظل كما كان يد الاخوان المسلمين الملطخة بدماء شعبنا طيلة حكم الانقاذ البغيض وهم ايضآ يد الانقاذ الملطخة بدماء الثوار منذ فض الاعتصام الى ان وقع زعيم الجنجويد على الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية وبذلك صارت الانقاذ شريكة في الثورة التي قامت ضدها بل صار مجلسها العسكري حاكمًا للبلاد تحت ستار واجهة مدنية من قوى الحرية والتغيير بقيادة دكتور حمدوك
*سادسًا*: ظل الجيش السوداني واجهزة امنه ودعمه السريع يقتلون ويسفكون دماء شعبنا وقد صار قائد الجنجويد حميدتي نائبا لرئيس مجلس السيادة متعاونا مع صديقه القديم وشريكه في سفك دماء الشعب السوداني البرهان وبهذه الصفات غير الشرعية تمكن الفريق حميدتي من التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاقية سلام جوبا في اغسطس ٢٠٢٠ مع بعض زعماء الحركات المسلحة تمهيدًا لاتفاق جوبا الذي قسم السودان الى ستة اقسام في اكتوبر ٢٠٢٠ وبذلك استطاع حميدتي واعوانه من قادة المليشيات نقل اتفاقية السلام الى مناطق ليس فيها حرب توطئة لحرب شاملة قد خططوا لها سلفاً
لم يكتف الفريقان برهان وحميدتي بذلك بل ظلوا يسفكون دماء الثوار الى ان قاموا بانقلابهم العسكري في الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١
خرجت المظاهرات الهادرة ضد الانقلاب العسكري حتى اضطر حميدتي بعد مرور اكثر من عام للاعتذار عن اشتراكه في الانقلاب ناسيًا أو متناسياً ان الانقلاب العسكري لا يعتذر عنه بل يقدم مرتكبوه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى … حاول برهان وحميدتي معالجة المأزق العجيب الذي صنعوه بايديهم بما اسموه الاتفاق الاطاري الذي رفضه الثوار ايضآ
لم يبق امام برهان وحميدتي الا اهانة الشعب السوداني واذلاله وسفك دمه ونهب ماله وتهجيره تهجيرا قسريا فاشعلوا حرب ابريل ٢٠٢٣ التي دمرت البلاد تدميرًا شاملًا
*سابعًا*: الآن وبعد مرور ما يناهز العامين على حرب ابريل ٢٠٢٣، فقد انكشف لشعبنا العظيم ان الجيش والدعم السريع هما سدنة الانقاذ وعظمها ودمها، وهما فريق واحد متعطش لسفك الدماء وسرقة اموال الأبرياء و يريد اذلال المواطنين العزل الذين اشعلوا ثورة السلام والحرية والعدالة ضد الحكم الشمولي العسكري والمتنكر تحت عباءة الدين…لقد شعر طرفا الحرب الواحدة ان جذوة الثورة لم تمت ، فالتقت اهدافهما في تأجيج نار الحرب فوقع الدعم السريع على اتفاقية التأسيس لقيام الحكومة الموازية ، وقام البرهان بتعديل الوثيقة الدستورية الميتة منذ اتفاقية سلام جوبا ومنذ انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١…
بهذا الصنيع سيجد شعبنا الأعزل نفسه في مواجهة حكومتين مدججتين بالسلاح وبالعمالة للدول الاجنبية ذات المطامعثامنًا: ان عدم الشرعية لا يعالج بالمزيد من عدم الشرعية وان الخطأ لا يعالج بالمزيد من الاخطاء ويستحيل ان يحقق حملة السلاح سلامًا، ويستحيل ان يسير الناس بالخطأ الى تحقيق الصواب لأنك لا تجني من الشوك العنب مصداقاً وتأكيدًا لقول الحكيم العليم :
ۖ ( وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ )
وعلى القوم الذين يشكرون البحث عن الغايات الشريفة بالوسائل الشريفة فانه لايصح إلا الصحيح…
لقد سعينا ولا زلنا نسعى لتكوين كتلة السلام بوسيلة السلام وقد قدمنا اقتراحًا للحل الأمثل بالطرق الدستورية في ميثاق مدن السودان المتحدة المبين بالموقع المرفق مشفوعاً بمذكرته التفسيرية.والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
بدر الدين يوسف السيمت
الرابع والعشرون من فبراير ٢٠٢٥
