سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل
- عودة
- 30 يونيو 2020
- 9:00 م
- الحلقة (٢٦) – السير في طبقات العقل
١- ولقد جاءك من نبأ المرسلين أنباء، وسورة الأنبياء ضياء، وإعراض العقل عناء وعماء ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ) معرضون بعقولهم عن حديث من ذكرهم بنفوسهم ( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )
٢- الحق باق في ديمومته القاهرة، يقذف الباطل بحضرته الباهرة، فيدمغ اشباح الماضى الزاهقة… خلق وإبداع، في لهو وإقناع، ولكم الويل مما تصفون، ومن عنده لا يستكبرون .. هو الكثير الواحد وهم معرضون ( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ )
٣- الرضوان ولد الرحمن، والخلق عيال الديان (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) فالفتق عين الرتق عند الذين يعلمون، فلا يخدعنك تفريق الأيام في الدهور (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) امر عظيم انتم عنه معرضون (وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ)
٤- التماثيل عليها عكفت امة الوهم المهين، فسلام على إبراهيم.. في انوار اليقين، النار باردة كالنسيم العليل، والجبال طيور وتسبيح، والريح بركات وتنزيه … والشياطين عقلوا في العقل المكين، على قدر ما تنويه صدور المرسلين … إقترب الوعد الحق، وصار العلم كالجهل ( وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ )
٥- ومازالت طاحونة الأيام تموج، فعل يأجوج ورد فعل مأجوج، حتى انطوى بساط المكان، كطي السجل كتابا، وورث عباد الله، أرض الله ايابا .. بلغ النبي اللبيب كل قريب، ثم قال بالدراية والسوية، وأنتم معرضون (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ ) يأيها الناس إتقوا ربكم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)
٦- وجاء المؤمنون في سورتهم بأوصاف زاهية الألوان … أزاهير فواحة وثمار من حدائق الرحمن .. صلاة هي صلات، وخشوع هو سكات، ونفوس هي زكاة … وعهود محفوظة من الحدثان، وفروج السماء، فراديس الجنان
٧- ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) … السير في طبقات الخلق سبع طرائق غير مطروقة، بالقيوم مخلوقة، وقد إكتمل حمل العرش بالثامنة ( وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) والنفس عذراء، لا تلد الا نفسها ذات البهاء، فإبن مريم وأمه آية واحدة، ماض هو الآت، وإثنان بعد الإلتفات .. ربوة ذات قرار ومعين، فقد حان الحين (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ )
٨- الحق لا يتبع هواك ولا يتبع هواي .. عدل وإحسان، قسط وميزان … امان من فساد الارض وفساد السموات ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) والشياطين يهمزون، وهم فيها كالحون، والكلمات من ورائهم ( بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
والعادون يعدون السنين، لا برهان لهم، وحسابهم عند ربهم ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٣٠ يونيو ٢٠٢٠
تابعنا على تليجرام