الحلقة العاشرة

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- سورة الفرقان سورة التمييز بين كل متشابه ولذلك اختص به العقل النبوي الخالي من الماضي والذي يتبارك اي يزيد في اللحظة الحاضرة ولا يخرج منها (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ )
٢- ويليه مباشرة موسى العقل الباحث عن اللحظة الحاضرة بالفرقان الذي يضئ ظلام ما تبقى من طريق الزمن و يعبر عن كل موسى هارونه فهو افصح منه لسانا ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ) ويتذكر ذلك كل المتقين لأن التقوى نور
٣- وما تبقى من طريق الزمن طويل ولكن كلما طلعت لحظة فان العقل يباشر الفؤاد فيثبت مثله (كذلك لنثبت به فؤادك) فتطوى المراتب طيا في اتساق عليا ( ورتلناه ترتيلا )
٤- فلا يحزنك امتداد الظل لانك شمس كل ظل … فانت الآن كما كنت دائما برزخا بين العذوبة والملوحة فلا يحرقك الشروق ولا يغمرك الغروب .. هنا لا تسألني فشمسك دليلك و رحمانك خبيرك ( الرحمن فسأل به خبيرا ) وسيكون لزاما عليك الدعاء لو كنت من المكذبين ، وستترك الدعاء لو كنت من المصدقين ( قل ما يعبأ بكم ربي )
٥- الحمد لله الذي جعل السموات والارض طبيعته وفطرته فتطير في بلقع فضائه افكار العقل المستنير بأجنحة ملائكية … واذا الله فتح فمن يمسك !
٦- الفقر الى الله يعني خلو الاواني من المعاني وهذا هو معنى الخلق الجديد الذي هو ثمرات مختلفا الوانها وتتلون المعاني في عقلك بين سواد الليل وبياض النهار … و أوسطها حمر مختلف الوانه … هذا الاختلاف هو الذي جعلك أنت أنت، وجعلني أنا أنا، وجعلهم هم هم … فنحن ما زلنا نحن “فالبحر بحر علي ما كان من قدم ان الحوادث امواج وانهار”
٧- الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن واحلنا دار المقامة … في هذا الاستقرار المقيم سوف تسمع همس خواطرك صراخا يريد تغيير الماضي … ولكنك تعجز عن تغيير الماضي ( ما يتذكر فيه من تذكر ) ومهما فعلت فلن تجد لسنة الله تبديلا، فهي طبيعة فطرية تمسك السماوات ان تزولا
٨- فإذا سمعت همس خواطرك الخفية علمت انك وريث كتاب الكون المصطفى … ولكن اول الليل جعل اصطفاءك ظلاما، ووقت السحر جعل اصطفاءك قسمة : قسطا نورا وقسطا ظلاما … ولكن شمس الحق وحدها تجعل صفاءك صفاء … فصدق الذي قال ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
١٤ يونيو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x