الحلقة الخامسة

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- في اللحظة الحاضرة تكون كل الاقدار قدراً واحداً فتصير الليلة خيراً من الف شهر لغياب اللحظة المقبلة فلا يبقى الا كلام الله… فينزل كلامك من قلبك على عقلك قرآنا جملة واحدة بفضل وحدة الفاعل وثبات الروح وتنزل الانوار حتى صار كل الزمان نوراً وفجراً وكل الناس سلاماً و برا .. خمس آيات في كل آية خمس كلمات وما يعلم جنود ربك الا هو
٢- هكذا صار قمر العقل تاليا لشمس القلب في الضحى وفي النهار لشدة وضوح رؤية النفس الزكية المستوية التي اندثر ثمودها حتى صارت ناقة صبرها ناقة الله كما قال رسول الله … انها ارض مطحية وسماء مبنية لا يعقبك فيها خوف ابد الآبدين ( ولا يخاف عقباها )
٣ – فيعرج عقلك في بروج سمائك السامقة فقد صار المشهود هو الشاهد والموعود هو الواعد
انظر الى عقلك فانه لوح محفوظ فيه ومصور فيه كل حركات وسكنات الكائنات … فاذا وصلت نهاية سعيك فقد ادركتك عناية ربك في قرآنك المجيد والله من ورائك محيط
٤- اعيان الآفاق امثال كما قال ربك في القرآن فالزيتون روحك والنفس تينك والطور طرابيلك والبلد الأمين قلبك وعاليها هو سافلها و احكم الحاكمين حاكمها … انظر حولك لا تجد سببا واحدا يجعلك تكذب بدينك
ه- و من تلك القمم الشواهق تنزل لقريش في اربع آيات ( آفاق و نفوس و حق و شهود) فتبطل كل احاديث القدماء… فقد جاء الحق ( اللحظة الحاضرة ) و زهق الباطل ( الماضي) و ترك عقلك رحلة الماضي في صيفك و رحلة المستقبل في شتائك فربك في بيتك فانظر الى طعامك فإنه لم يتسنه فقد قال ربك لا تخف إنك انت الأعلى
٦- قرعتنا حوادث الزمان فلم ندرك معاني القارعة … في اللحظة الحاضرة تكون جبال عقلك عهنا منفوشا وناس حواسك فراشا مبثوثا… حينئذ تدرك ماهية كل شئ و اصله الثقيل الزايد و فرعه الخفيف الناقص
٧- اذا قامت قيامتك صرت نور ذاتك فلا يقسمك لوم اللائمين فقد اجتمع شمس قلبك مع قمر عقلك فاستقر ربك في بيتك وبريق بصرك في بصيرتك فلا تعتذر عن المعالي فقد بلغ العقل التراقي و الأول لا يصير الثاني فأولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى
٨- كل همزة هي جمع المال وكل لمزة هي عده … والخلود لا يكون بحساب الايام وانما يكون بالبقاء كل لحظة مع الديان … فنار الله المقدسة تطلع من الفؤاد ولو لا اقفال القلوب وال ( أنا) التي تخمد الوقود و تمنع الشهود لرأيت نور الله الممدود عمدا يملأ الوجود


بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٩ يونيو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x