البيان السابع والثلاثون

على الشعب السوداني الذي
صنع ثورة السلام الخالدة
ان يقف على الحياد من الحرب
الدائرة بين سفاك الدماء
برهان وسفاك الدماء حميدتي
أولًا: لقد ظلت القوات المسلحة تسفك في دماء شعبنا منذ فجر الاستقلال حتى انتهى بها الامر الى ان تكون سبباً مباشراً ورئيسياً في فصل الجنوب عن الشمال في عهد الانقاذ المظلم بقيادة تنظيم الاخوان المسلمين.
ومن الجانب الآخر فان الدعم السريع ما هو إلا مليشيا الجنجويد سيئة السمعة والتي استغل الانقاذيون طبيعتها الدموية فقاموا بتنظيمها وبتسليحها لتنفيذ جرائم الابادة الجماعية والنهب المسلح واحراق القرى والتهجير القسري والاغتصاب .. ثم استمر الطرفان في مواصلة تقتيل شعبنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة إبتداء من مجزرة فض الاعتصام ومجازر دارفور والمنطقتين وغير ذلك، وانتهاء بقتل زهرة شباب السودان يومياً في المظاهرات التي قامت ضد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر المشئوم.
ثانياً : ان الديمقراطية لن تتحقق بالعنف ، وإن الشعب السوداني لا يستطيع ، كما انه لا يحتاج ان يقدم فنون الحرب لعالم مهدد بحرب ذرية ، ولكنه يستطيع ان يقدم للعالم ما يحتاجه من فنون السلام … والسلام لن يتحقق بالحرب ، وانما يتحقق بالوسائل النظيفة على النحو الذي قدمنا لشعبنا مقترحات عديدة بشأنها .. إن فاقد الشئ لا يعطيه وان الذي خبث لا يخرج الا نكداً … لهذا السبب الجوهري فقد وقف مركز دراسات التأويل منذ الوهلة الاولى في عام ٢٠١٩ ضد الوثيقة الدستورية التي مَنحت بموجبها قوى الحرية والتغيير ، المجلس العسكري الانتقالي المكون من اللجنة الامنية للبشير والدعم السريع ، شرعية قانونية لا يملكها ولا يستحقها ، ثم جعلت ذلك المجلس المتآمر شريكاً في الثورة التي قامت ضده وضد رئيسه الدكتاتور البشير.
ثالثاً : ان الحرب بين البرهان وحميدتي لا تعني الشعب السوداني ، الا انه ضحية لها ولآثارها الخطيرة المدمرة .. والضحية لا تكون شريكة لجلادها ، ولذلك فاننا نهيب بهذا الشعب الكريم ان يقف على الحياد ، والا ينحاز لأي فريق من الفريقين الظالمين الباغيين .. ونقترح ان يلزم الناس بيوتهم والا يتصرفوا بفورة الغضب وردود الافعال والمواجهات الطائشة ، وانما يتحلوا بالصبر والثبات ويذكروا الله كثيراً باسمه السلام :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
رابعاً : اذا وقف الشعب هذا الموقف المحايد النبيل ، فانه سيجد نفسه واقفاً وحده مستمسكاً بالحرية ، ومعتصماً بالسلام ، ومحققاً للعدالة ، بعيداً عن هذا المستنقع الآسن الذي اوقع فيه برهان وحميدتي بلادنا الحبيبة ، وبعيداً عن قوى الحرية والتغيير والاحزاب السياسية التي اهدرت مبادي الثورة ، ولم تمانع مرتين من تقاسم السلطة مع الأيدي الملطخة بدماء شعبنا ، ايدي البرهان و ايدي حميدتي وايدي قادة المليشيات المسلحة.
 
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
بدر الدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
١٥ أبريل ٢٠٢٣
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x