الحلقة (٣٩)

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- بنور الفتح المبين يستجيب الناس لمائدة السماء ، في منازل لا يتصور فيها بلاء ، ليلها ونهارها سواء .. فقد تم الوفاء بالعقود ، والمؤمنون شهود ، والله رحيم ودود .. البر هو التقوى، فلا إثم ولا عدوان .. اليوم اكتمل بنيان الدين بتمام نعمة العمران
٢- ثم توالت السعود بزوال النحوس والقيود .. وعادت الجوارح عالمات ساكنات ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ)
غسلوا وجوههم من غبار الدهور ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) فصار الوضوء وضاءة وإشراقا ، وانقلب التراب كأسا دهاقا ، فعهد بني اسرائيل كان ميثاقا
واختص الله اثني عشر بالتنقيب نيابة عنكم ، فكف أيديهم عنكم ، وقال الله أني معكم … وقول الله مطلق أبد الآبدين ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
٣- كشف الرسول الأمين ، ما اخفاه اهل الكتاب من النبأ العظيم ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) وما المسيح ، إلا مثلك ومثلي عبد فقير ( وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).. ادخلوا الأرض المقدسة، ولا تكونوا من الخاسرين … فحظك هو حظي بل حظ الناس اجمعين ( وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ )… ولكن ضللنا في متاهات الزمان ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )
٤- الناس ابناء ام واحدة ، كما هو ثابت في اصل التكوين .. فماذا تكسب بقتل أخيك غير الخسران المبين … إني لا اخاف ولكني أخاف عليك، يا اقرب الاقربين ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )
٥- الإعتراض على الأمر الواقع سباحة عكس التيار ، آخره وهن و ضعف و تحطيم .. قطع للأيدي التي توصلنا بأسباب السماء ، و صلب للعقل في الماء والطين ( يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ ) الارادة ارادته ، والقدرة قدرته .. ومن قال غير هذا فهو سارق قاطع ذو بهتان مبين .. قال الله توبة واصلاح وما قال حدا ، ولا قال حُكما ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
٦- التوراة رؤية لحكم الله في الحال والتو .. ربانيون واحبار ، نبيون واسلام ، عين بعين ، و عدل فوق عدل .. الإنجيل لا حكومة ولا دولة فيه ، وإنما إصلاح، وعفو الأخ عن أخيه ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ ) ثم قال ( مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ) جزاؤه ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
٧- ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ) باسمه الرحيم الرحمن ، ياأهل القرآن لستم على شئ حتى تقيموا القرآن .. أقرب الناس مودة لكم قساوسة ورهبان ، زاروا النبي العلام .. عرفوا الحق وفاضت اعينهم من الدمع من مكر الزمان .. من هم ؟ وأين ذهبوا ؟ فقد طواهم النسيان .. تاريخ مزور، وكلم من موضعه محور ، وحذف وإضافة وكتمان … نشر الاسلاف الخوف والرعب ، ونسوا ان العداوة والبغضاء، رجس من عمل الشيطان
٨- في الختام توالت البشاير ، وتعاظمت التلاويح وتكاثرت الاشاير.. نزل القرآن جوابا للمسؤول والسائل .. عمل وإيمان وإحسان .. مراتب التقوى الثلاثة مرتبة واحدة ، فلا جناح على اهل المحبة والقرآن .. عليكم انفسكم ، فقد كفاكم الحكيم الغالب ، وليس بعد التأييد بروح القدس مطلوبا لطالب .. جمع الله الرسل في قلوب أهل الصفاء ، واستجاب الرحمن لقديم الدعاء ، فانزل مائدة السماء … فعاد العيد على الاوائل والأواخر بالسرور والسعود ، واجاب المسيح على سؤال الرحيم الودود ، بأنه ماقال إلا التوحيد والوفاء بالعهود ( إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) وكان المسيح الرقيب مادام فيهم، وحتما توفاه ربه ( وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
١٣ يوليو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x