{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- استمر السير في طبقات العقول في سورة النساء ، في البحر المسجور ، وراء وادي الضياء .. ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه ) أقدار وقضاء .. القوامة من القيامة والإستقامة و القيام و المقام الأمين .. إستواء و مساواة و سوية ثم تفريق و نشوز و تفضيل يعجز التحليل … ( لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ) ولا يرهبنكم ما يبدو من إختلاف كبير او يسير .. كونوا ربانين ، بالعلم و الدراسة ، و توكلوا على العليم القدير
٢- إحسان و سكون مساكين ، و الجار ذي القربى رب العالمين ( وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ) كان و لا يزال في محكم التنزيل … فلا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى بحب الدنيا حتى تعلموا التسبيح و التهليل.. ولا صلاة الا بذكر المربوب للرب (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ) فتلك صلاة العارفات وصلاة العارفين
٣- ولا ملك الا ملك الكتاب والحكمة وتنزيل التنزيل … ملك عظيم عندك ، وعندي ، وعند آل ابراهيم .. هو الله آيات بينات في صدرك وفي صدري، فلا تزكي نفسك و رسمك و إسمك ( بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ) قضاء ومقادير .. رجع الأمر إلى صاحب الأمر ، ورجعت الأمانة إلى أهلها، نعمة الواعظ السميع البصير ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا) ثم قل القول البليغ، واعرض عن المنافقين أهل النقصان والتقتير
٤- اقتلوا انفسكم بدقايق المعاني ، واخرجوا من دياركم ديار الحروف والمباني، ثم سلموا تسليما ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ) … فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ! الم يكفك ان الله وكيلك ( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ) علمك وعلمي هو فضلة الله وبقيته في المؤمنات والمؤمنين ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
٥- سر وراء المعاني ، خلف كلمات القرآن ، محايدا صامتا، لا تحرك لسانك، اردافا في إرتفاق ، دون خلاف ودون إتفاق ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) ونحن ما زلنا نحن ، وهم ما زالوا هم ( فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) … فلا تنشر خوفك ، ولا تنشر أمنك… ثم رد ثنائية الظاهر المستعلن، إلى وحدانية الباطن المستبطن ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) وتأويل الأحاديث اصل الأصول .. و الأول هو الآخر في اتساق وإنسجام ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً) و تاويل الاحاديث أصل الأصول، والأول هو الأخر في اتساق وانسجام
٦- حرر رقبتك من الأخطاء ، واجعل نفسك لقلبك فداء .. فإن لم تجد ففي الصوم وجاء … فإن كنت مستضعفا فهاجر في أرض الله الواسعة، ففيها مراغما وبدائلا ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) … في رحلة الحياة، سلاحكم ربكم في الصيف والشتاء ، فصلوا مع ربكم حضورا و فناء .. فإن كنت من طائفة التأخير التي لم تصل صلاة ربها، صلاة التعمير ( وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا ) فالنبي منكم وفيكم ومعكم فصلوا معه ( فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ) صلاة القضاء
٧- ثم انقضت الصلاة بفناء الرسوم الموسومة ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) الزم يومك ، واذكر ربك في نفسك ، دع الغد الذي لا يعنيك ، ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم (وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ) فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار ، فدع أذاهم ( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ) .. فأنتم في الإقبال ، سويا على الصراط المستقيم ، والمنافقون في الإدبار منقلبين ، الله أركسهم بما كسبوا ( فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا)
٨- الآن تسير في القرآن بنور الرحمن، وقد اختفت خطوات الشيطان .. لا ضلال في الشعاب ، ولا اماني ولا عتاب ، بل تسمع بسمع القدير ، وتنعم بخلق الله البصير … فصار الختام فخما مفخما جليلا ( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) سماهم المؤمنين ثم قال لهم آمنوا بالله ( فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )

لا يحب الله الجهر بالسوء من القول، فلا تفرق بين الله ورسله و لا تتخذ بين ذلك سبيلا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) ومن كان كليلا عليلا، فقد سبقت الفتوى بالله المحيط ( فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٩ يوليو ٢٠٢٠

شارك هذا المحتوى
Pin on Pinterest
Pinterest
Email this to someone
email
Tweet about this on Twitter
Twitter
Share on Facebook
Facebook
Share on LinkedIn
Linkedin

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x