الحلقة (٣٤)

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- من حيث انتهت سورة آل عمران بتقوى المؤمنين، بدأت سورة الأحزاب بتقوى النبي الكريم… عليما حكيما، بما تعملون خبيرا ( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) فثبت في الاعماق القلب السليم ( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) وتوكدت شفعية الوتر في الباطن بقاء، وعادت زوجية الظاهر هباء، وأولو رحم الرحمن اهل الصفاء بعضهم أولى ببعض في كتاب الضياء
٢- ثم تجددت عرى الميثاق الأول موثقة عند محمد روحك الأمين ونوح جدك وجد اباءك الأولين وابراهيم نور اليقين وموسى رمز البحث عن البقاء و عيسى رمز الصفاء.. فتألبت أحزاب الحواس وزاد البلاء … خوف ونفاق وألسنة حداد وأعراب بادون في المعاني وتيه في البيداء ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا )
٣- اكتفى قوم بقوة الله العزيز، فهي غناء عن كل غناء، وآخرون ورثوا المال، وديار النفوس، وأرض الفناء .. وأرض القلوب لم يطؤها، فالسير فيها طير بأجنحة بلا ريش في فضاء الصفاء .. حرية وانعتاق … سراحا جميلا، رزقا كريما، على الله يسيرا
٤- النبأ العظيم مستقر بزوجية المعالي في البروج العالية، تطهيرا من أرجاس الجاهلية السفلى الدانية .. باللطف بالخبرة، شرح الله الصدر للاسلام بالتسليم للأمر الواقع منزلا تنزيلا … في النساء وفي الرجال نورا مبينا، وإيمانًا عظيما .. مهما زاد، ومهما كثر فهو عند الله قليلا .. لا إيمان الا ايمان ربك، فاصمت قنوتا طويلا .. صدق و صبر و خشوع ثم تصدق بأفكارك مهما كانت نبيلا .. صمت فوق صمت، فالصمت صوم العذراء، وحفظ فروج السماء، وذكر الاصفياء، وما كان لمؤمنة ولا لمؤمن فوق قضاء الله قضاء .. لا ضيق، ولا حرج … فسنة الله مفروضة على نبيكم، وعلى كل النجيبات، وعلى كل النجباء
٥- تنقلوا في حق اليقين، فقد تنزه نبيكم عن التسلسل، والعنعنة والأبناء .. الله يصلي عليكم، وكفى بصلاة الله صلات وصلاء … ثم هاجر الى الله، فبنات خالات النبي هاجرن معه بنص كتاب الصدق الذي دحر مزاعم الراوي والرواء … سراحا جميلا، ( اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) فقد أمركم الله برد الأمانات إلى اهلها ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
٦- أنت السائل وأنت المجيب.. في سورة الممتحنة إمتحن طبقات عقلك، في اللحظة الحاضرة، ذلك ما كنت منه تحيد .. حالة الفهم السوي في مقام الإحسان واحدة من زمان قديم، ولك أسوة بالتساوي في نبيك، وفي إبراهيم … واختلاف دراجات العلم معلوم ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )
٧- المعارف الرقيقات مهاجرات، فلا تمسكوا بعصم كوافر النفس و الكهوف المحجبات … إن الله إشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم .. المؤمن واحد، والمؤمنون الصادقون يمتحنون إيمانهم .. باعوا بيعة باعوا فيها كل شي، فلم يبق الا إيمان المؤمنات و إيمان المؤمنين خافيا مخفية، عاليا في اليد العلية ( وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
٨- بالتقوى والصفاء، دخلتم سورة النساء، في طبقات العلياء، في امواج بحر النقاء … شروقها فينا و مغربها منا .. كثيرها واحد ومربوبها ربها ( اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) .. يوصيكم الله، و وصيته واحدة، بالتقوى ثابتة، وفي الفناء باقية .. فلا تنخدع بالتفصيل ( وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) فرد الملك للمالك، واجعل وصيتك كل مالك .. فما اراد الله التقسيم، فخيره لا ينفد وهو واسع عميم .. ولكن الله اراد بيان نصيبك وحظك من سنن الأولين ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) لا تسمع تقسيم المقسمين، الذين جعلوا القرآن عضين، فالله يريد التخفيف والانسان ضعيف ( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ) … كلام الله رموز، و المواريث هي الحدود، وصية الله الودود، وفي التثليث تجد التوحيد (فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗوَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ * تِلْكَ حُدُودُ اللَّه)

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٨ يوليو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x