الحلقة (٣٢)

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- الأنفال تعني العمل بدون مقابل.. العمل بدون مقابل يحررك ويحررني من قيود الزمان … ولقد كان من حسن الترتيل، وإنسجام التنسيق، ان تنزل سورة الأنفال مباشرة بعد سورة بقرة الزمان .. ذات الله هي كل شئ و منها كل شئ، فهي أولنا و آخرنا، الذي بيننا و فينا .. و صلاح الأعمال، يكون بنسبتها الى أولنا وآخرنا الذي بيننا وفينا .. وفي فاتحة الأنفال تثلث إسم الله الأعلى، تشريفا و تعظيما، ثم تحركت القلوب نحو إيمان المؤمن، صلات و صلاة، تحقيقا و تكريما
٢- قطع دابر الماضي، بتحقيق الحق الآتي … الملائكة مردفين تمثيلا للنور المبين ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).. المحجوب في رعب و ظلام، و النور فوق الأعناق، و تحت كل بنان… و ما تكلمت إذ تكلمت، و لكن تكلم العزيز المنان، بلسان أهل البلاء والإحسان .. شر الدواب من مثاني القرآن … والمحجوبون لا يؤمنون، و الصم البكم لا يعقلون… نحن قليلون مستضعفون بالعقل و الحواس، وكثيرون منصورون بالقلب والإحساس … قيود وموات، وإخراج من اللحظة الحاضرة.. كلها جميعها مكر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس
٣- الوقوف عند البيت عذاب، و حجاب عن رب البيت رب الأرباب … أهل الأعالي في سمو وفي فتح، و اهل الاداني، و إن تطاولوا فهم في السطح .. الله نور السموات و الأرض، موجود في العدوة الدنيا و في العدوة القصوى بالتساوي و السوية في كل البلاد ( وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ) … أثبتوا في اللحظة الحاضرة، و لا تقاتلوا الماضي، فالماضي ميت فاتن، والله دائم في كل لحظة آت
٤- القوة لله جميعا، و النزاع فشل يوهن قوى التمكين ( وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .. الله لا يغير نعمته، و اللحظه الحاضرة حضرته، و القوة قوته .. نفسك عدوك، فاربط خيل خيالك، واجنح للسلم، فالسلام اسمه، والعزة عزته
٥- الهجرة لله ايمان، وانفاق سر وإعلان، ومأوى، و تحقيق و جنان… و من آمن و لم يفعل أفعال المهاجرين، فليفعل الآن في التو و في الحال، و الصلة في كتاب الله موصولة الارحام، بالرحمن معلم القرآن … ( الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ) فقد فتحت اسوار سورة آل عمران
٦- ب ( الم ) ذات الفضل العميم، افتتحت سورة ال عمران بالتهليل وبالحي القيوم، تصور أفكاركم في ارحام العقول .. محكمة في أمها ومصدرها بحر العلوم، ومتشابهة في فرعها و في الرسوم ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) … و الله رسوخ في اللحظة الحاضرة في الحال و في المآب ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )
٧- ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ) و كفى بالله شهيدا، فماذا تكون شهادة الناس؟ سلم تسليما بعد تسليم، و لا تقتل النبيين فيك، و لا تحفل بإختلاف عُبّاد النصوص، أهل الكتاب .. فمالك الملك يؤتي ملكه من يشاء، و يرزق من يشاء بغير حساب
٨- احذر ان تجعل لنفسك نفسا، فالنفس واحدة ( وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) … النفس نفسه، جادت على كل النفوس بنفسها، أساسا و سقفا و عماد ( وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) .. فاحذر نفسه، فهي ما زالت نفسه، فهي جليلة قديمة، وان تجلت حديثًا في كل العباد .. فهي نوح وابراهيم وآل عمران .. زكريا تزكية، و وحي و رموز و لا يكفل مريم، إلا أولو الألباب .. إصطفاء وتطهير ثم اصطفاء، و وجه الله واحد، في يوم الدنيا صفاء، و في اليوم الآخر صفاء، بشراك و بشراي، فالغيب حاضر، و الباطن ظاهر

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٦ يوليو ٢٠٢٠

شارك هذا المحتوى
Pin on Pinterest
Pinterest
Email this to someone
email
Tweet about this on Twitter
Twitter
Share on Facebook
Facebook
Share on LinkedIn
Linkedin

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x