سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل
- عودة
- 4 يوليو 2020
- 9:00 م
- الحلقة (٣٠) – السير في طبقات العقل
١- ثم استمر السير واحدا موحدا في بروق كثيرة الألوان، نازلا مرتفعا في طبقات عقولنا وأسرار الأيام .. نظرة واحدة، وسمع واحد، في كل آن، لا راعي ولا رعية، فالناس كل الناس ملوك الزمان، وكل من لم يسجد لآدم فهو شيطان الشيطان (لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ)
٢- آدم عندالله مثل عيسى في الحال (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ) وابناء آدم هم ابناء اسرائيل في المآل.. آدم مثل عيسى روح الله، وكلمته، وإبن مريم أخت هارون، لسان المقال، وبنت بني اسرائيل الممدوحين في القرآن.. مفضلين على كل العالمين تم فيهم الإحسان، بتمام كلمة الرحمن (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ).. تماما وتفضيلا ثابتا في المثاني في سورة بقرة الزمان.. تفضيلا ذكر في موضعين، أمانا من النسيان (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
٣- آيات الله منسوخة في طبقات العقول بميزان الميزان، وفي تعاقب صور الكائنات، تنسخ الكائنات بمثلها، صورة الله الذي هو خير باق، على كل شئ قدير، في كل آن وفي كل مكان (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ)
٤- بديع السموات، جسوم وأعراض، لواحات وخافيات، حاضرات وفانيات … يهود ونصارى، ومساجد يمنع فيها ذكر رب السموات .. خراب وخوف محكيٌ في محكم الآيات .. محمد بشيرا ونذيرا، وسر الإيقان بالإبتلاء بالكلمات .. الرسول فيكم ومنكم ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ ) .. اسلامك لله ويقينك هو ابراهيمك، وحضورك شاهدا على موتك هو يعقوبك، واصطفاؤك بالتوحيد هو اسماعيلك وإسحاقك.. وتتلون الألوان، في الأنجال والأسباط بالإحسان ( صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً)
٥- ذكر الإسم الشريف ( الله ) في الآية المائة بعد الاربعين ثلاث مرات، قف عندها وعند سائر الآيات .. فكتاب الله جاء على لسان محمد كلمات محكمات .. قبلة الإنسان مقبولة في كل الجهات، كبيرة مكبرة، كان عليها رسول العقل المستنير شاهدا مع المهديين والمهديات ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله)
٦- لا تبحث عن القبلة في الأرض، بل ارضى بحظك في الأرض، تجد القبلة في السموات ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) … ارتع في ميادين الرضا، فوجهك وجهه، فكل شئ هالك الا وجهه، كما جاء في محكم الآيات (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .. ارجع الى ربك، سوف ترى تقلب وجهك مصورا في الأرض، كما هو مقلب في السموات
٧- فاذكروا ربكم يذكركم، فالذكر واحد.. تلاوة عليكم، وتزكية فيكم، وحكمة منكم، وصلاة هي صلات، وعون على حضور الغفلات ( الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ) لذة اللذات، فبشرى للصابرين مع الله والصابرات، جوع وخوف، ونقص من الأموال و الأنفس والثمرات .. تراكم افكار، وخمرة عقول، منافع وآثام كبيرات … كلها جميعها اطياف واهنات، خطوات شيطان تزول بالرجوع الى رب الصلات والصلوات ..
٨- الصفا هو المروة، حجة البيت المعمور بالشعور بالله بتمام الآيات … يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر، فقد اكملتم عدة أيام الجهالات.. فالله كبير، كما كان في سائر الاوقات، قريب قد أجاب الدعوات .. الآن باشروا المعارف الرقيقات، والنساء والرجال احرار، والعبيد في القيود والظلمات .. تفكروا، فإن الأوائل هن الاخريات (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ) .. ادخلوا في السلم كافة، فسبل السلام كافيات.. فالله ظاهر ولكنه باطن في ظلل الغمامات
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٤ يوليو ٢٠٢٠
تابعنا على تليجرام