الحلقة (٢٧)

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- ومن سورة الأنبياء، حق سجود الأقوياء للضعفاء، في سورة السجدة والضياء ( الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) … نظر قوي امين في الخلق من ماء مهين وإستواء على العرش المكين … وتدبير الأمر من السماء من غير عماد، الى الارض ذات الاجساد … وكل شئ مخلوق في مقام الإحسان العظيم … فإن قلت ماء وطين ! قال: تسوية ونفخ فيه من روحه الأمين
٢- النفس تعتمد في علمها على الثنائية السطحية، والعلم انما يكون بالتوحيد والامور الخفية ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم )… فلاتك في مرية من لقاء موسى في عقلك، والله يسوق الماء الى حقلك .. فإن سألت عن الميقات .. فالماضي غابر، والله حاضر ( وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ)
٣- وما زال الكتاب المسطور مخفيا بين السطور … طور و بيت و سقف و بحر و سماء تمور … وما زال سر الطور مخفيا في رق جلدك المنشور … ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) وتكرر السؤال دون جواب .. أم ثم أم ثم أم، وما زال سر الطور مطويا اهرامات في طبقات العقول، سماء و صفاء خلف السحاب المركوم ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)
٤- الحياة مخلوقة والموت مخلوق … كل مخلوق يموت ويبقى مقام الاحسان، حياة العزيز الغفور (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ..
حياة موجودة واسعة فهي رحمانية، مستوية بالتساوي في كل شئ فهي ربانية ( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ) فلا تمشي إلا في الأعالي والمناكب (سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ربك جعل من الماء بشرا، وصورك في صورتك، ثم سألك : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ )
والجواب لا يكون إلا بالتحقيق وتحقيق التحقيق
٥- وما التحقيق ؟ ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) وثمودك قليل، تعود إليه وأنت أسير .. فإذا نفخت في صور الأشياء نفخة واحدة، ولم تخف عليك من طبقات عقلك خافية ( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) .. فقد صار الدين واقعك، وعرش ربك فوقك، وكتابك بيمينك، والقرآن قول رسولك، وذلك هو حق اليقين ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ )
٦- ويكون زوال التكذيب، بالسير في المعارج، والسؤال عن العذاب الواقع ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ) يصير البعيد قريبا، والعسير يسيرا.. افهم ان الوجود صلات موصولة، يزول الهلع، ويموت الجزع، ولا تكون للخير منوعا.. وإنما تكون قائما بشهادتك في مغارب العقول، ومشارق القلوب … فيخرج فكرك، سراعا من احداث قبرك ( كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ )
٧- أنت في النبأ العظيم، وهم في النبأ العظيم .. ولكنهم مازالوا يتساءلون، لأنهم فيه مختلفون ( كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ) .. دورة الأيام سبع شداد، لايفتحها الا السراج الوهاج .. عند الفتح السماء أبواب، والجبال سراب
٨- قطع المتقون المفازات، وفاض الكأس الدهاق، وتعطلت اللغات، فقد قام الروح والشبح فات ( وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا )
انظر الماضي وما قدمت يداك… انت تراب يختفي في التراب، والبقاء لله، فإنه فيك، وإلى الله المآب

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
الفاتح من يوليو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x