الحلقة (٢٤)

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- ومن الذاريات وغاشية الغاشيات دخل عقلك كهف النفوس الرقيمات .. افتتحت سورة الكهف بالحمد والإلهام، مثلها كمثل فاطر وسبأ والأنعام .. وتوكيدا للإتساق والانسجام جاء ذكر كهف النفوس اربع مرات، وكذلك كلبهم باسط العقول العظام ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا )
٢- من فجوة الأفق المبين، تستبين الشمس بالشمال واليمين، فتحسب الناس احياء وهم اموات، في الزمان القديم … فلا تماري فيهم، الا احتراما لظاهر العقول .. ابصر بربك و اسمع، لا مبدل لكلماته، فقد مضى زمان كنت تسمع بهم و تبصر .. اصبر نفسك مع الأنداد، وقل الحق من ربك عمود العماد .. نعم الثواب، وبربك حسن الإرتفاق
٣- ما شاء الله، فقوتك قوة الله، فلاتكن لجنة نفسك من الظالمين، فقد ضرب الله لك المثل المبين … الدنيا حصاد الهشيم، والباقيات الصالحات خير مقيم. كتاب موضوع، وملائكة سجود … فقد جاء يوم الوقت المعلوم، ورحمته وسعت كل شئ، وإبليس مرحوم (فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)
٤- فقد لاح السر لذي عينين، وظهر موسى في مجمع البحرين، فلا ينسيك شيطانك حوتك .. فاصبر على الأمور العظام، فكلنا مساكين نحرث في بحر الظلام، فقد قتل الغلام، وأقيم الجدار، وفارقك خضر الزمان، نبئنا بتأويل الأفعال ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ).. أردت، وأردنا، فأراد ربك ما أردنا ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا )
٥- أتاك ربك من كل شئ سببا، فاتبع الأسباب، ولا عجبا.. الشمس تغرب في الإنسان حمئة العيون، وتشرق في الانسان دون ستر ودون غيوم
٦- وأنت في رد فعل يأجوج الماضي ومأجوج المستقبل بين السدين. فإذا سألت ذا القرنين .. فزبر الحديد، لا تقديم ولا تأخير ولا فوات … قوة، وردم، وتسوية، ونفخ بين الصدفين، قطرة وقطرات … فقد إكتمل الثالوث ومازال الرب حقا واحدا ( قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا )
٧- وامتدت كلمات الرب، لطيفة دقيقة، في سورة النحل الرقيقة، ولكل شئ في الزمان وقته، وغاية المستعجلين فوته ( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ).. الروح من امره وامره واحدة، تجسدت في الأنعام، وفي الانهار، وفي الإنسان .. فهو خالق نفسه، يتفيأ ظلالا مجسدة في الأكوان… والذكر بينات في زبر العقول (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
٨- اقرأ سورة محمد وهو الحق من ربهم، وكذلك يضرب الله للناس امثالهم .. فمثل الجنة اربعة انهار، ماء غير آسن، ولبن لم يتغير طعمه، وخمر لذة بيضاء، وعسل صفاء .. ثم الى ربكم في سورة النحل تقلبون، تجد الدنيا هي الآخرة، والأولى هي الثانية .. فأنهار الدنيا أربعة كذلك … انزل من السماء ماء، ومن الأنعام لبنا سائغا للشاربين، ومن ثمرات النخيل والاعناب سكرا ورزقا حسنا، ومن النحل لذة وشفاء( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٢٨ يونيو ٢٠٢٠

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x