سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل
- عودة
- 24 يونيو 2020
- 9:00 م
- الحلقة (٢٠) – السير في طبقات العقل
١- سور ثلاث، ظلال من ظل الإطلاق … تسقى من ماء فيوض المنبع الخلاق … وتنبت وريقة، وريفة، مختلفة الطعم والأكل والمذاق..
كل واحدة منها روح وريحان وجنة نعيم … فالصافات مصفوفة بالسلام المقيم، وحكم لقمان بريق من الكنز القديم، وفي سكون سبأ، روعة الجمع العميم ولوعة الفقد الأليم
٢- تركك للماضي يعقبه السلام مباشرة ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ *سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ) .. إنها قاعدة لا تتخلف ( إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )
٣- سلام على إبراهيم ، وسلام على موسى وهارون ، وسلام على الإلياسيين … كنا ومازلنا كما كنا، فنحن نحن … فلا يكن طرفك اعمى عن إمتلاء البطون بشجرة الزقوم … شجرة الزمان، خرجت من اصل شمس الأكوان. فسحرت المسحورين، الا عباد الله المخلصين
٤- الناس يعبدون ما ينحتون ، والله خلقهم وخلق ما يعملون، وكذلك الثنائية التي بها يفتنون ، ثم يتركون الدين الواصب، ويختارون العذاب الواصب ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) … رب العزة يتعالى عما يصفون ثم قال ( وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
٥- ثم صار حمد رب العالمين ( الم ) عند لقمان الحكيم، ومن يؤتى الحكمه فقد اؤتي خيرا كثيرا من الرب العليم .. وعظ لقمان غلام العقل مواعظ كثيرة، أجملها واحدة في الصخرة القديمة … ثم قال الحق، مافي السموات وما في الأرض، مسخرة لهذا العبد، هبة بلا مقابل وبلا فرض .. ولكن من الناس ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )
٦- ومن الناس مسلم استمسك بالعروة الوثقى وهو من المحسنين، فكان مسك الختام علم الساعة المستبين … ولو ان مافي الأرض من شجرة أقلام ، ما نفد حديث العلّام … وبين كل تلك الأمور، مدسوس خبر كل صبار شكور
٧- ثم أتاك بالنبأ، هدهد الفهم من سبأ، فكان الإفتتاح برب العالمين، وعلم الساعة المكنون المتين، لا يعزب عنه مثقال ذرة، لا في السموات ، ولا في الأرضين ( وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) ثم قال المجيد، التمزيق عين الخلق الجديد، والنصوص سهلة، ولداؤد العقل، يلين الحديد، وتؤوب الجبال، وطير الفكر أمثال، ونعم العبد سليمان ..
و أسرار البواطن، تحت مشيئته راسية بالقدور السواكن … محاريب وتماثيل وجفان … صور تلوح وتختفي بين طيات الموت الزؤام
٨- ثم لاح السر المصون، ومساكن سبأ جنات وعيون، وملوك الوادي المقدس في الغرفات آمنون، آيات لكل صبار شكور ( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) … فلا تقذف بالغيب من مكان بعيد، فربك منك قريب، ولكنهم باعدوا الأسفار في شعاب الزمان ( فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) وقد قال العليم : قوله صبار شكور في سور الإمام ابراهيم، ولقمان الحكيم، وفي شورى التمكين وسبأ اليقين، حتى تقول انت، قول رب العالمين ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ )
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٢٤ يونيو ٢٠٢٠
تابعنا على تليجرام