الحلقة التاسعة عشرة
سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل
- عودة
- 23 يونيو 2020
- 9:00 م
- الحلقة التاسعة عشرة – السير في طبقات العقل
١- الجسد نعمة لا تحصى، لأنها نعمة الله علينا ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )…
وقد جعل الله لنا من بيوتنا اجسادنا .. قلوبا ساكنة .. واجسادا ظاهرة … ظاهرها من جلود الانعام (جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا )… وباطنها بطون قلب سليم ، في عقل منير، يسقينا لبن الخلود، سائغا مصفى من دم العباد ، وسائغا نقيا من فرث الفساد ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ )
٢- ورد الفعل الالهي ( انعمت ) مذكورا ثمان مرات في القرآن، فجاءت سورة الانعام حكمة من حكم الرحمن، مكتملة الوصايا، في اركان العرش الثمانية.
وصية يراها الحاضر في الافاق العلية، ثم وصية يراها الحاضر في النفوس الزكية، ثم وصية يراها الحاضر في الحق، ثم وصية يرى الحاضر فيها ان الشاهد هو المشهود ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
٣- ثمانية ولكنها ما زالت واحدة، عند كل من ينظر، كل لحظة، بلمح البصر، كما جاء الخبر ( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )
٤- الوصية الأولى: تذكرك بانك علاقة من علائق الآفاق، اذا نظرت في الاعماق ثم اوفيت بعهد الخلاق ( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )
٥- الوصية الثانية: في النفوس، التي هي نفس لا يقتلها العاقل الرائي ، الا بحق التوبة للبارئ ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ثم قال الجليل في محكم التنزيل ( فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ )
٦- الوصية الثالثة: شهود الحق صراطا مستقيما على التقوى بالفناء، عن سبل ال( أنا) المتفرقة في الهباء ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
٧- الوصية الرابعة: يرى فيها الرائي ان الظاهر هو الباطن “عين ما يشهد ، غيب ما قد بطن” فالشاهد هو عين المشهود .. فهل بقيت فيك بقية لتشهد وصية الله العلية؟ ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا )
وما زالت الاربعة واحدة عند ربها، ومازالت الثمانية واحدة في عرشها.. قد افلح من زكاها بالتقوى بقاء في رب البرية، وفناء عن ال ( انا ) ظاهرة أو خفية .. وتلك وصية واحدة جلية، مسطورة في الكتب العلية ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله)
٨- الجنات معروشات لها سقف محدود، كوكب واقمار وشموس … والجنات غير معروشات بسقف، من غير عمد .. مدد ثم مدد، ورزق ما له من نفاد وثمر الاولى متشابها قدر المخلوق ، وثمر الثانية غير متشابه قدرة الخلاق و الامر واحد مقيم، وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم .. انظروا الى ثمره اذا اثمر، وتمت كلمة ربك الاكرم، صدقا وعدلا في الكتاب الاكبر .. وما عليك وما علي، الا ان نؤتي حقه يوم حصاده
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٢٣ يونيو ٢٠٢٠
تابعنا على تليجرام