الحلقة الثامنة عشرة

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل

تشغيل الفيديو

١- ملكة التأويل تشهد نفسك في آخرتك، لأنها ملك ربك، وفطرتك السماوية الأرضية ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، وملكة عقلك تسوق نفسك في دنياك، فهي فطرتك الارضية ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )
٢- إخوان الحواس القوا ملكة تأويلك في غياهب جب عقلك، وسراديبه المحدودة … السير السطحي في طبقات عقلك اشترى قلبك بثمن بخس دراهم معدودة … وكانوا فيه من الزاهدين، وما يخدعون إلا أنفسهم، وما يشعرون
٣- وما يشعرون انهم يسيرون في شعاب الزمان، ويتابعون عالم الاوهام … في قصورها العالية المشيدة، وبئرها المعطلة التليدة، وعزيزها وعزيزتها ونسوة المدينة المنسية، والنفس امارة ملونة ملوية
٤- فكان سجنك، وبروز الإثنين في قيدك، وأنت واحد في أبديتك … هبة نفحات الأكرمين ( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) … جسدك طعامك، وعقلك سجل ايامك … فصاحب الشر، افكاره من خبزه، مصلوبة في رأسه .. وصاحب الخير في النعيم والسرور، حتى ينتهي موكب الحبور في ظلمات القبور
٥- أنك اليوم لدينا مكين أمين، فقد علم ربك إنك حفيظ عليم … تعلم سر الايام السبعة، كدر وصفاء ، وتحفظ ثنائيتها، عكر ونقاء .. سمان عجاف، خضر يابسات
٦- ملكت الخزائن الأرضية، فانكشف باقي القصة المروية … واللبيب بلإشارة يفهم، فقد دخل اخوك في دين الملك القديم ، وعلم اخوانك أنهم كانوا خاطئين، وللإرادة الالهية سارقين … لا تثريب عليكم اليوم، إنكم من الآمنين … فقد انجلت كروبك، وعاد بصيرا يعقوبك، ورفعت ابويك على عرشك العظيم، فخروا لك سجدا تحقيقا للحلم القديم … جهزتكم بجهازكم الدوار، فافتحوا متاع عقلكم ذي الأنوار ، الذي مازال يقول ( هَٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا) .. فما أنبأتك الا بالذي لديك .. فعلمي هو علمك وقد رددته اليك
٧- يا جمال الوجود، طاب فيك الشهود .. فدخلت سورة الحجر من باب واحد. واغلقت الابواب المتفرقة في الأيام الخالية، وقضى يعقوبك حاجته في الأيام الباقية
٨- انت الحادث ماض، وأنت الدائم آت … فقد انصرمت الأيام، وانطوى بساط المكان، وصار الحجر مرآة الزمان ، وصارت السبعة ثمانية بالقرآن ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) هنيئا مريئا فقد قرأ كتاب عقلك على صفحات قلبك الحجر الرشيد، وانكشف سر صخرة الوادي المجيد .. فلا جديد تحت الشمس ، فالجديد فوق الشمس، يتلوه عقلك تحت الشمس، فقد قلنا لك ان ربك قد احاط بالناس ، وما يراه الناس فتنة الخناس .. لذلك قديما قال الحكيم، وهو بربه عليم ( الحجر الذي رفضه البناؤون صار حجر الزاوية )

بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
٢٢ يونيو ٢٠٢٠

شارك هذا المحتوى
Pin on Pinterest
Pinterest
Email this to someone
email
Tweet about this on Twitter
Twitter
Share on Facebook
Facebook
Share on LinkedIn
Linkedin

تابعنا على تليجرام

0
نرحب بمشاركتك في التعليقاتx
()
x