الحلقة الثالثة عشرة
سماع كلمات القرآن بانصات في اللحظة الحاضرة والرؤية البصيرة لجولان الافكار في عقولنا وهي تجوس خلال الماضي والمستقبل
- عودة
- 17 يونيو 2020
- 9:00 م
- الحلقة الثالثة عشرة – السير في طبقات العقل
١- يفتح اليوم لكل من سار في طبقات عقله ابواب التأمل في غرائب نفسه التي هي طواسين ربه … وأولها ( طسم ) الشعراء حيث المشاعر الرقيقة بالقيم العظيمة … ويلي ذلك
( طس ) النمل حيث يكون المعنى سليمانيا دقيقا، و ( بسم الله الرحمن الرحيم ) رفيقا… ويلي ذلك ( طسم ) القصص حيث تكون القصص قصة واحدة
٢- وأعظم من كتب قبلنا عن الطواسين الحلاج ذو العلم الممدود، ولا نقول بتكرار الوجود ولا عود التجلي ولكن يعود الفهم سراجا منيرا يضئ طبقات العقول ويفتح مغاليق دوائر الوجود بفضل التوحيد بمشيئة الله القهار، التي تقود الى التنزيه مع فهم الاسرار
٣- افتتحت سورة الشعراء بطبقة العقل الموسوي، و البحث عن الحق الأزلي … و أختتمت بطبقة العقل المحمدي حيث نزل رب العالمين بالروح الأمين
٤- وبين البحث والوجود، يكون غسل طبقات العقل من أدران الماضي بالفيوض النوحية ، وأنوار اليقين الإبراهيمية … ثم يكون المعاد بالعودة الى هود وهجر عاد … وذلك هو الصلاح والفلاح بهجر ثمود وخفض الجناح … ثم لايغرنك تشابه الأمثال فهناك لوط جوهرة من جواهر التمييز والكمال … فإذا ضل عقلك في غياهب جيبك ، فقهت قول شعيبك ، فينجلي ريب شكك ، ويموت طاؤوس نفسك
ه- برؤية عقلك لمراتب الانبياء الثمانية أهل المجد ، تتخلص من عبادة الفرد … وتنجلي في طور عقلك ( طس ) النمل القديم ، فتتلقى القرآن من لدن حكيم عليم … وتصير نار الله أنيسك ، والشهاب القبس دليلك
٦- وبدخولك البحر المحيط ، الساكن التليد ، والذي لا يسمع لموجه غطيط، يستوي العالم والمعلوم ، والشاهد المشهود … فلا ترى طيرا ولا نملا … فقد انمحت الحدود ، فيكون سليمان هو داؤد
٧- ثم يأتيك بالنبأ هدهد الفم من سبأ ، فيدخل النمل مسكنك ، فيكون ضحكك ابتسامك ، ويكون عرش مليكة الزمان تحت أقدامك ، مستقرا في اليوم والآن … فيصير البعيد ، اقرب من ارتداد الطرف
٨- وها قد رفع الحجاب ، والتفت الساق بالساق … فلا تكشف عن ساقيك ساق العهد القديم وساق العهد الجديد … ولا تحسبه لجة ، فإنه ليس صرحا ، ولكنها قوارير الايام ، شيدتها ايادي الاوهام ، فطاف عليها الرب والناس نيام
بدرالدين يوسف السيمت
مركز دراسات التأويل
١٧ يونيو ٢٠٢٠
تابعنا على تليجرام